في زمنٍ تتزايد فيه أسعار الوقود وتشتد المنافسة على كل لتر بنزين، لم يعد توفير الوقود مجرد خيار اقتصادي، بل أصبح مهارة قيادة لا تقل أهمية عن معرفة قواعد المرور، فبين الضغط الخفيف والثقيل على دواسة الوقود، يختبئ الفرق بين قيادة مُكلفة وأخرى موفرة، والتحكم الذكي في تلك القطعة الصغيرة تحت القدم يمكن أن ينعكس بشكلٍ مباشر على ميزانيتك وعمر سيارتك.

أسلوب التعامل مع دواسة الوقود

يشدد خبراء السيارات على أن مفتاح القيادة الاقتصادية يبدأ من أسلوب التعامل مع دواسة الوقود، فهي ليست مجرد أداة لتسريع السيارة، بل عنصر حاسم في ضبط استهلاك البنزين.

أولى النصائح الذهبية تتمثل في تجنب الضغط المفاجئ أو القوي على الدواسة، لأن التسارع الحاد يجبر المحرك على العمل بطاقة قصوى، مما يضاعف استهلاك الوقود، والأسلوب الأمثل هو الضغط التدريجي والسلس، ما يسمح للمحرك بالوصول إلى السرعة المطلوبة دون إجهاد أو هدر للطاقة، كما يحافظ على كفاءة ناقل الحركة وعمر السيارة.

كذلك، ينصح الخبراء بعدم ترك عدد لفات المحرك (RPM) يرتفع دون سبب، خاصة في الزحام أو أثناء التوقف، والحفاظ على معدل دوران بين 1500 و2500 لفة في الدقيقة يُعتبر النطاق المثالي لتحقيق احتراق اقتصادي، مع موازنة بين الأداء واستهلاك البنزين.

رفع الاستهلاك بنسبة تصل إلى 20%

ومن أبرز الأخطاء الشائعة التي تزيد من استهلاك الوقود، التسارع والتباطؤ المتكرر على الطرق السريعة، فالتغيّر المفاجئ في السرعة قد يرفع الاستهلاك بنسبة تصل إلى 20%، لذلك يُفضَّل الحفاظ على سرعة ثابتة قدر الإمكان، والاستفادة من خاصية “مثبت السرعة” في السيارات الحديثة، حيث يساعد في ضبط تدفق الوقود بشكل أكثر دقة واستقرارًا.

كما يُحذَّر من رفع القدم فجأة عن الدواسة عند التوقف، لأن هذا الفعل يؤدي إلى فقدان السيطرة التدريجية على حركة السيارة، ويجبر السائق على استخدام الفرامل بقوة، الأفضل هو رفع القدم تدريجيًا مع ترك مسافة كافية للتباطؤ الطبيعي، ما يُحقق قيادة أكثر نعومة ويُقلل من استهلاك الوقود.

أما السيارات المزودة بأنظمة التحكم الإلكتروني في دواسة الوقود، فهي تمنح السائق فرصة للاستفادة من تقنيات ذكية تعمل على تنظيم كمية الوقود وفقًا لأسلوب القيادة، لذلك يُوصى باستخدام نمط القيادة الاقتصادية “Eco Mode” عند توفره، فهو يقلل من استجابة الدواسة ويضبط الحقن بدقة لتحقيق أقصى كفاءة ممكنة.

وفي النهاية، يُجمع الخبراء على أن القيادة الذكية تبدأ من وعي السائق بدواسته؛ فهي أداة توفير لا تقل أهمية عن نوع الوقود نفسه، واستخدامها الصحيح قد يعني فرقًا كبيرًا في الفاتورة الشهرية وفي عمر السيارة أيضًا.