كشف تقرير بريطاني، الجمعة، عن وجود مناقشات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لعقد صفقة دفاعية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على غرار الاتفاقية الأمريكية القطرية المبرمة الشهر الماضي، والتي تعهدت باعتبار أي هجوم على الدوحة تهديدًا "للسلام والأمن" الأمريكي.
تفاصيل أجندة زيارة محمد بن سلمان لأمريكا
وقالت صحيفة “فايننانشيال تايمز” البريطانية في تقرير لها، إن المملكة العربية السعودية تأمل في إبرام صفقة عندما يزور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان البيت الأبيض الشهر المقبل، وسط توقعات بأن تكون "قوية" وتتضمن تعاونًا عسكريًا واستخباراتيًا معززًا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب، إن هناك مناقشات حول توقيع شيء ما عندما يزور ولي العهد، لكن التفاصيل غير مؤكدة، فيما رفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق على تفاصيل الصفقة المحتملة.
وقالت وزارة الخارجية، إن التعاون الدفاعي الأمريكي مع السعودية "ركيزة أساسية لاستراتيجيتنا الإقليمية".
وأضافت أن واشنطن ملتزمة بأمن المنطقة وستواصل العمل مع المملكة العربية السعودية لحل النزاعات، وتعزيز التكامل الإقليمي، ومنع الإرهابيين من توفير ملاذ آمن.
هذا وسيصل الأمير محمد إلى الولايات المتحدة بعد أسابيع فقط من توقيع الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا ينص على أن واشنطن سترد على أي هجوم على قطر باتخاذ جميع "الإجراءات القانونية والمناسبة - بما في ذلك الدبلوماسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر، العسكرية".
تصرفات الاحتلال الإسرائيلي تثير قلق دول الخليج
وجاءت الاتفاقية بعد أن شن الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي هجوما على الدوحة استهدفت القادة السياسيين لحركة حماس، مما أثار موجة من الصدمة في دول الخليج التي اعتبرت واشنطن ضامنًا لأمنها.
وقالت الصحيفة، إن المملكة العربية السعودية التي سعت منذ فترة طويلة إلى إبرام اتفاقية دفاعية أمريكية أمضت أشهرًا في التفاوض على معاهدة دفاعية مع إدارة جو بايدن، والتي ستُطبع بموجبها العلاقات مع إسرائيل، لكن هذا الجهد أُجهض بسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 والحرب في غزة.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة لن تُطبع العلاقات إلا إذا أقيمت دولة فلسطينية، وهو أمر يعارضه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة، وفق التقرير.
وقالت الصحيفة، إن المفاوضات تستمرالآن مع إدارة ترامب لتأمين صفقة دفاعية مستقلة مع الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تأتي إما من خلال اتفاق أو أمر تنفيذي.
وقال فراس مقصد، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا ومقرها واشنطن: "أتوقع، في أعقاب الأمر التنفيذي مع قطر، إحراز تقدم مماثل في قضايا الدفاع والأمن، فهم يعملون على شيء ما... أتفهم أنه شيء أقوى بكثير مما هو موجود بالفعل".
وأضاف مقصد أنه مع مضي الأمير محمد قدمًا في خططه البالغة تريليون دولار لتطوير المملكة، فإن "تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية".
فيما قال حسين إبيش، الباحث البارز في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، إن رغبة إدارة ترامب في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل قد تُشكل نقطة خلاف وهذا لا يعني أنه لا يمكن تجاوز الأمر فترامب لن يتمسك بهذا الشركط.
من المقرر أن يقوم الأمير محمد، بأول زيارة له للولايات المتحدة منذ عام 2018، خلال فترة ولاية ترامب الأولى، فيما تُعدّ المملكة من بين أكبر مشتري الأسلحة الأمريكية، وقد أعلن البيت الأبيض عن صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار مع المملكة، أي ضعف ميزانية الدفاع للرياض لعام 2024، خلال زيارة ترامب للمنطقة في مايو الماضي.
ووصف البيت الأبيض هذه الصفقة بأنها أكبر صفقة دفاعية في التاريخ، قائلًا إنها ستشمل قدرات جوية وفضائية، ودفاعًا صاروخيًا، وأمنًا بحريًا وحدوديًا.
ووقعت السعودية الشهر الماضي اتفاقية "دفاع استراتيجي مشترك" مع باكستان المسلحة نوويًا، مُشيرةً بذلك إلى الولايات المتحدة وإسرائيل على استعداد المملكة لتنويع تحالفاتها الأمنية لتعزيز ردعها.
0 تعليق