قال الإعلامي والباحث السياسي ورئيس تحرير موقع "الرواية الأولى" مجدي عبدالعزيز، إن زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى مصر، واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي له اليوم في قصر الاتحادية، تأتي في إطار التشاور المستمر بين البلدين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات تاريخية واستراتيجية تمثل مصيرًا مشتركًا لا يمكن فصله.
مصر تقوم بدور محوري لحل الأزمة السودانية
وأوضح "عبدالعزيز" في تصريح خاص لـ"الدستور" أن أجندة المباحثات بين الرئيسين انحصرت في موضوعات أساسية، من بينها حل الأزمة السودانية وإعادة الاستقرار إلى البلاد، مؤكدًا أن مصر تقوم بدور محوري وكبير في دعم السودان، وفي جهودها المتواصلة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
وأضاف، أن القاهرة تستند اليوم إلى رصيد ضخم من القوة الدبلوماسية المصرية التي تعززت خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن نجاح مصر في تحقيق النصر الاستراتيجي الكبير المتمثل في التوقيع على اتفاق السلام في غزة بشرم الشيخ الإثنين الماضي، منحها بعدًا إقليميًا متجددًا وأكد على دورها القيادي والريادي في المنطقة وفي معالجة الأزمات المعقدة.
وأكد "عبدالعزيز" أن السودان يعول كثيرًا على الدور المصري في دعم استقراره الداخلي، مشددًا على أن مصر تمتاز بقدرة دبلوماسية رفيعة وتأثير واسع على المستويين الإقليمي والدولي، يجعلها أكثر قدرة على المساهمة الفاعلة في حل الأزمة السودانية.
وأشار إلى أن التحركات المصرية الأخيرة تجاه السودان تستند إلى مواقف واضحة عبّر عنها الرئيس السيسي خلال لقائه مع البرهان، حيث شدد على تمسك مصر بوحدة السودان وسلامة أراضيه واستقراره، ودعمها القوي للمؤسسات السودانية وعلى رأسها القوات المسلحة، وهو موقف ثابت لم يتغير منذ اندلاع الحرب في السودان.
وبين "عبدالعزيز" أن هذا الموقف المصري الواضح تجسد منذ دعوة القاهرة لعقد مؤتمر دول جوار السودان، الذي وضع محددات أساسية لحل الأزمة، كما جرى تأكيده في زيارات وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان مؤخرًا، وفي الخطاب الرسمي الذي ألقاه أمام الأمم المتحدة، والذي شدد فيه على دعم مصر الثابت للسودان ومؤسساته الشرعية.
وقال إن السودان اليوم يثق في الدور المصري لحل الأزمة، سواء عبر الأطر الثنائية أو الإقليمية، مشيرًا إلى أن الأمن القومي المصري والسوداني مترابط، وأن ما يحدث في السودان من استقرار أو اضطراب ينعكس بشكل مباشر على أمن مصر القومي.
وفي سياق متصل، أوضح "عبدالعزيز" أن الرئيسين السيسي والبرهان ناقشا أيضًا ملف سد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا وجود توافق تام بين البلدين في هذا الملف المهم، في ظل استمرار تعنت إثيوبيا وانفرادها بعمليات ملء وتشغيل السد دون تنسيق مع دولتي المصب.
وأضاف أن ما شهدته المنطقة مؤخرًا من "فيضان صناعي" ناتج عن إجراءات أحادية من الجانب الإثيوبي تسبب في أضرار داخل الأراضي السودانية، ما يؤكد خطورة السلوك الإثيوبي غير المسؤول.
وأكد "عبدالعزيز" أن مصر والسودان يجددان مطالبتهما بضرورة إلزام إثيوبيا باتفاق قانوني وملزم بشأن تشغيل السد وملئه، موضحًا أن هذا الأمر يتعلق بالأمن المائي لكلا البلدين، وأن أي خطوة أحادية من أديس أبابا تمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار في المنطقة.
واختتم "عبدالعزيز" تصريحه بالتأكيد على أن القاهرة تتحرك بدبلوماسية فاعلة ومتزنة، تجمع بين الحكمة والقدرة على التأثير، وأنها ماضية في مساعيها لتعزيز السلام في السودان وحماية الأمن القومي المصري والسوداني، مشيرًا إلى أن التنسيق القائم بين القيادتين في القاهرة والخرطوم يمثل حجر الزاوية في الحفاظ على وحدة السودان واستقراره، وضمان أمن المنطقة ككل.
0 تعليق