تظل القصور الأثرية المصرية شاهدة على عصور من الثراء الفني والسياسي والثقافي، فهي ليست مجرد مباني حجرية، بل ذاكرة نابضة تختزن بين جدرانها حكايات الملوك والنبلاء، ومشاهد من صعود وسقوط الأسر الحاكمة، ولمسات من الفن الأوروبي والإسلامي والمملوكي والعثماني.
وفيما يلي جولة بين أجمل هذه القصور التي تحولت اليوم إلى متاحف ومراكز ثقافية مفتوحة للجمهور بأسعار رمزية تبدأ من 10 جنيهات فقط، لتتيح للجميع فرصة السفر في الزمن دون مغادرة المكان.

قصر المنتزه بالإسكندرية.. متعة البحر والحديقة الملكية
يعد قصر المنتزه أحد أجمل القصور المطلة على البحر المتوسط، وقد شيد في أواخر القرن التاسع عشر على يد الخديوي عباس حلمي الثاني ليكون مصيفًا للعائلة الملكية.
يتكون المجمع من قصر السلاملك الذي بني عام 1892، وقصر الحرملك الذي أضيف لاحقًا عام 1932 في عهد الملك فؤاد الأول.
يحيط بالقصر حديقة المنتزه التي تمتد على أكثر من 370 فدانًا وتضم أشجارًا نادرة وتماثيل رخامية أوروبية.
يفتح القصر أبوابه من الثامنة صباحًا حتى منتصف الليل، وتبلغ قيمة التذكرة 25 جنيهًا، ليتيح للزوار فرصة تأمل روعة الهندسة الإيطالية والإطلالات البحرية الخلابة.

قصر البارون إمبان.. الأسطورة التي لا تموت
يقع قصر البارون في قلب هليوبوليس بالقاهرة، وقد شيده المليونير البلجيكي إدوارد إمبان عام 1911 بعد افتتاح قناة السويس، استوحى تصميمه من معابد أنكور وات الكمبودية والمعابد الهندوسية في الهند، فخرج البناء أشبه بتحفة أسطورية تدور حولها الخرافات.
يضم القصر برجًا دوارًا كان يتحرك ليلتقط ضوء الشمس طوال اليوم، كما زينت جدرانه بتماثيل غريبة ونقوش أسطورية.
يفتح القصر أبوابه من التاسعة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، وسعر التذكرة يبدأ من 60 جنيهًا للمصريين و450 جنيهًا للأجانب.

قصر عابدين.. شاهد على تحولات الحكم في مصر
يعد قصر عابدين أحد أهم المعالم التاريخية في مصر الحديثة، إذ بني عام 1863 بأمر من الخديوي إسماعيل ليكون مقرًا للحكم بدلًا من القلعة.
شارك في تصميمه المهندس الفرنسي دي كورلين والمهندس المصري علي فهمي باشا، واستغرق بناؤه عشر سنوات كاملة.
يضم القصر أكثر من 500 غرفة وقاعات مهيبة مثل قاعة العرش والقاعة البلجيكية وقاعة محمد علي، إلى جانب متحف الأسلحة ومكتبة تحتوي على 55 ألف كتاب.
يفتح القصر أبوابه من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، وسعر التذكرة يبدأ من 20 جنيهًا للمصريين و100 جنيه للأجانب.

قصر محمد علي بالمنيل.. لمسة إسلامية ساحرة
يقع هذا القصر على جزيرة الروضة بالقاهرة، وقد بناه الأمير محمد علي توفيق عام 1875، واكتمل بناؤه عام 1929.
يمثل القصر مزيجًا رائعًا من العمارة الإسلامية والفاطمية والمملوكية، ويضم مسجدًا صغيرًا، وحديقة غناء تحيط به من جميع الجهات.
تحولت أجنحته اليوم إلى متحف يضم أثاث الأمير وأدواته الشخصية ومجموعة نادرة من المخطوطات الإسلامية.
يفتح القصر من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً، وسعر التذكرة 20 جنيهًا للمصريين و180 جنيهًا للأجانب.

قصر المانسترلي.. موسيقى على ضفاف النيل
شيد قصر المانسترلي عام 1851 على يد حسن فؤاد باشا المانسترلي محافظ القاهرة آنذاك، ويقع على ضفاف النيل في المنيل.
يمتد على مساحة ألف متر مربع ويتميز بزخارف عثمانية وسقف خشبي مطعم بالذهب.
يضم القصر اليوم مركز الموسيقى العربية ومتحف أبو بكر خيرت، ويستخدم لإقامة الحفلات الكلاسيكية والعروض الفنية.
يفتح أبوابه من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، وسعر التذكرة 20 جنيهًا فقط.

قصر عائشة فهمي.. بيت الفن الراقي
يقع القصر في الزمالك، وبني عام 1907 على يد علي فهمي باشا، قائد الجيش في عهد الملك فؤاد الأول، وورثته ابنته عائشة فهمي.
يتميز القصر بطراز أوروبي فاخر وجدران مغطاة بالمخمل والحرير، وسلالم من الرخام الإيطالي، وغرف تزينها لوحات عالمية.
في عام 1975 تحول القصر إلى مركز للفنون التشكيلية تابع لوزارة الثقافة، ويفتح أبوابه مجانًا من السبت إلى الخميس.

قصر الأمير طاز.. المملوكي الذي صمد للزمن
أنشأ الأمير سيف الدين طاز بن قلاوون هذا القصر عام 1352م بحي الخليفة، ويعد من أروع قصور دولة المماليك البحرية.
يتكون من فناء داخلي واسع ومقاعد مرتفعة ذات أعمدة رخامية، وزخارف جصية وزليج ملون.
تحول اليوم إلى مركز ثقافي للفنون التراثية والموسيقى، ويفتح أبوابه مجانًا للجمهور من التاسعة صباحًا حتى الرابعة عصرًا.

قصر الزعفران.. بين عبق فرساي وتاريخ الجامعة
شيد قصر الزعفران عام 1864م بأمر من الخديوي إسماعيل في العباسية على أنقاض قصر الحصوة، ليكون مقرًا للضيوف الأجانب.
استلهم تصميمه من قصر فرساي الفرنسي، وتزينت جدرانه بزخارف من الجص والذهب.
تحول لاحقًا إلى مقر لجامعة عين شمس عام 1950، وما زال محتفظًا ببعض أثاثه الملكي.
يفتح القصر أبوابه من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، وسعر التذكرة 100 جنيه.

قصر المجوهرات الملكية.. كنوز آل محمد علي
في منطقة زيزينيا بالإسكندرية يقف هذا القصر الأنيق الذي شيد عام 1919 ليكون مقرًا للأميرة فاطمة الزهراء إحدى حفيدات محمد علي باشا.
تحول إلى متحف عام 1986، ويضم أكثر من 11 ألف قطعة من المجوهرات والتحف الذهبية الخاصة بالعائلة الملكية، بينها تاج الملكة فريدة وسيوف مطعمة بالألماس.
يفتح أبوابه من الثامنة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، وسعر التذكرة 20 جنيهًا للمصريين.

قصر أنطونيادس.. سحر الإسكندرية الكلاسيكي
يعد قصر أنطونيادس من أقدم قصور الإسكندرية، فقد شيد في القرن التاسع عشر على يد الثري اليوناني جون أنطونيادس الذي أهداه لاحقًا إلى الدولة المصرية.
تحيط به حدائق أنطونيادس التي كانت تعرف قديمًا باسم “حدائق الفردوس”، وتضم تماثيل رومانية نادرة وأشجارًا عتيقة.
يفتح القصر من الثامنة صباحًا حتى الخامسة مساءً، وسعر التذكرة 10 جنيهات فقط.

قصر السكاكيني.. الباروكي المصري الفريد
في قلب حي الظاهر بالقاهرة، يقف قصر السكاكيني باشا تحفة معمارية على الطراز الباروكي، بني عام 1897 على يد حبيب باشا السكاكيني، أحد كبار التجار في عصر الخديوي إسماعيل.
يتألف القصر من أكثر من 400 غرفة ويضم 300 تمثال و14 تمثالًا ضخمًا للقديسين.
القصر حاليًا مغلق لأعمال الترميم، لكنه من أكثر المعالم التي تجذب عشاق العمارة الغريبة.

قصر الأمير بشتاك.. حكاية المعز المملوكية
يقع القصر في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وبناه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري في القرن الرابع عشر.
يمثل القصر نموذجًا مدهشًا للبيوت المملوكية بنوافذه الخشبية المشربية ومشربياته الزخرفية، ويستخدم حاليًا كمركز لعروض الموسيقى التراثية.
ولا تتوقف روائع العمارة الملكية عند القصور التي تحدثنا عنها فحسب، فمصر تزخر بعشرات القصور الأخرى التي تشهد على تنوع العصور والأذواق الفنية، مثل قصر رأس التين، قصر القبة، قصر الاتحادية، قصر الجزيرة، قصر محمد علي بشبرا، قصر يوسف كمال بنجع حمادي، قصر الشناوي بالمنصورة، قصر محمد محمود خليل، قصر الأميرة نعمة الله، وقصر الكسان باشا بالمنيا، وغيرها من التحف التي لا تقل سحرًا عن سابقتها، وسنعود للحديث عنها بتفصيل أكبر في مقال آخر يستعرض تاريخ كل منها وما شهدته من تحولات وأسرار.
0 تعليق