Advertisement
إحدى أبرز ميزات التجارة الإلكترونية هي قدرتها على العمل بنظام "البيع حسب الطلب"، حيث يتم شراء السلعة وتوصيلها للمشتري بعد تأكيد الطلب مباشرة، بحيث لا يكون هناك حاجة لشراء كميات من السلع وتخزينها، وبالتالي انخفاض نسبة التعرض للخسارة وتكديس البضائع كما يحصل في المحال التجارية، وهذا النظام يسمح للشباب بالبدء في مشاريعهم بتكلفة منخفضة نسبيًا، وتجربة السوق من دون مخاطرة مالية كبيرة.
والمتجر الإلكتروني يتيح لتاجر الجملة الاستفادة، فيكون الشباب وسيطًا بينه وبين المستهلكين، ليحصل التاجر على ربح دون الحاجة لتوظيف عامل أو دفع رواتب. وهنا تجدر الإشارة أن وجود هذا النوع من التجارة، جعل المنتجات التي تباع عبر الإنترنت أقل سعرًا من المتاجر التقليدية، لأنها معفية من تكاليف الإيجار ورواتب الموظفين، وبهذه الحال يبقى التاجر رابحًا مهما خفّض سعر سلعته، بينما يستفيد المستهلك من أسعار معقولة، وهذا ينعكس حكمًا على المستهلك، فالناس تفتش عن التوفير في ظل الازمات، وتلجأ الى المتاجر الاكترونية لتحصل على السلعة وهي في المنزل امام شاشة صارت تشغل معظم وقتها.
هذا النموذج جعل التجارة الإلكترونية وسيلة حقيقية للشباب لتأمين دخل، وتحقيق استقلالية مالية، مع الحد من التكاليف التشغيلية الكبيرة.
من جهة أخرى، وفرت منصات التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية للشباب للترويج لمنتجاتهم والوصول إلى جمهور واسع، خصوصًا الشباب، الذين يمثلون الجزء الأكبر من مستخدمي الإنترنت. وبفضل هذه الأدوات، صار بإمكان أي شاب طموح أن يبدأ مشروعه من منزله، ويحقق أرباحًا، ويشارك في نشاط اقتصادي حيوي حتى في ظل الأزمة الاقتصادية.
كما أن هذا القطاع يتيح للشباب الإبداع والمرونة، إذ يمكن تعديل المنتجات والعروض بسرعة بناءً على طلب السوق، من دون الوقوع في أعباء مالية تقليدية. وبالنسبة للتجار التقليديين، فإن الشباب الذين يديرون المتاجر الإلكترونية يمثلون حلقة رابحة: التاجر يبيع منتجاته ويزيد مبيعاته من دون تحمل تكاليف إضافية، والشاب يكسب أرباحًا ويستعيد ثقته بنفسه.
التجارة الإلكترونية أصبحت في لبنان أكثر من مجرد وسيلة للتسوق؛ لقد شكلت فرصة للشباب لمواجهة الأزمات الاقتصادية، ابتكار مشاريع بأقل تكلفة ممكنة، تحقيق دخل مستدام، والمساهمة في تنشيط الاقتصاد المحلي.
ومع استمرار نمو هذا القطاع، من المتوقع أن يلعب دورًا أكبر في توفير فرص عمل مبتكرة وتعزيز القدرة الشرائية، ليكون الشباب اللبناني لاعبًا فاعلًا في عالم الأعمال الرقمية.
0 تعليق