يبحث وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الأربعاء، تعزيز قدرة الحلف على مواجهة الاختراقات الجوية الروسية، وسط تزايد المخاوف من أن موسكو تختبر الغرب في منطقة رمادية بين الحرب والسلام، وفقًا لوكالة “فرانس برس" الفرنسية.
وتابعت الوكالة الفرنسية،: من المقرر أن يتركز الاجتماع على تعزيز الدعم لأوكرانيا، حيث ينضم وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إلى نظرائه الـ31 في الحلف، برفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لبحث توريد صواريخ بعيدة المدى إلى كييف.
قلق متزايد من الاختراقات الروسية
يأتي اجتماع بروكسل بعد سلسلة من الانتهاكات الروسية للمجال الجوي في بولندا وإستونيا، مما أثار المخاوف من امتداد الصراع عبر الحدود، كما تم رصد طائرات مسيرة غامضة عطلت مطارات وحلقت قرب مواقع عسكرية بعدد من الدول الأوروبية، مما زاد المخاوف من أن روسيا تختبر رد فعل الناتو تدريجيًا.
وقال مسؤول غربي: "نحن في صراع طويل الأمد ومكثف مع روسيا، بطرق متزايدة."
يستعد وزراء الدفاع لتكثيف الجهود لسد الثغرات في الجناح الشرقي للحلف، بعد استخدام صواريخ باهظة الثمن لاعتراض طائرات روسية بدون طيار في بولندا.
وقال الأمين العام للناتو مارك روته: "نقوم بما تدربنا عليه، وهو ناجح، لكننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود."
عقب هذه الحوادث، أطلق الناتو مهمة جديدة وعزز قواته، بينما تطالب بعض الدول القريبة من روسيا برد أكثر حزمًا.
ويبحث التحالف الآن تحسين قواعد الاشتباك لمواجهة التوغلات الروسية، وتقليص التباينات بين الدول الأعضاء، إلى جانب تطوير قدرات أفضل لمكافحة الطائرات بدون طيار عبر دمج تقنيات منخفضة التكلفة مشابهة لتلك التي تستخدمها أوكرانيا.
الاتحاد الأوروبي يقترح "جدار الطائرات المسيرة"
بالتوازي مع اجتماع الناتو، يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعه الخاص لوزراء الدفاع مساء اليوم الأربعاء، لمناقشة مقترح إنشاء "جدار طائرات مسيرة" لمواجهة التهديدات الجوية الروسية.
غير أن دولًا مثل ألمانيا أبدت تحفظات على المشروع، وسط مخاوف من أن يتقاطع التكتل الأوروبي مع مهام الناتو الدفاعية.
وتُعد المبادرة جزءًا من حملة أوسع يعدها الاتحاد الأوروبي للاستعداد لصراع محتمل مع موسكو في السنوات المقبلة، على أن تُعرض خارطة طريق للمشروع خلال قمة القادة الأسبوع المقبل.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يدعو وزير الدفاع الأمريكي هيجسيث الحلفاء إلى الوفاء بتعهدهم بزيادة الإنفاق الدفاعي، بعد أن اتفق الأعضاء في قمة لاهاي يونيو الماضي على الوصول إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري الأساسي بحلول 2035.
صواريخ "توماهوك" لأوكرانيا
وفي جانب آخر من المناقشات، يسعى الناتو إلى تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، فيما تقترب واشنطن من السماح بتزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.
وقالت مصادر دبلوماسية إن ترامب فقد صبره تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتأخيره جهود السلام، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة المقبل.
تضغط واشنطن على الحلفاء للمساهمة في مبادرة ترامب التي تقضي بأن تمول أوروبا شراء الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا.
حتى الآن، تم الاتفاق على صفقات بقيمة نحو ملياري يورو (2.3 مليار دولار)، وتسعى واشنطن وكييف للحصول على دعم إضافي من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
وقال السفير الأمريكي لدى الناتو ماثيو ويتاكر: "هذا البرنامج حيوي، وعلى الحلفاء أن يكثفوا جهودهم ويساهموا الآن في الضغط على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات."
ويُدرس في واشنطن ما إذا كان سيتم السماح لأوكرانيا بشن هجمات عميقة داخل الأراضي الروسية باستخدام هذه الصواريخ، رغم تحذيرات الكرملين.
وأضاف ويتاكر: "إن احتمال شن هجمات عميقة قد يُغير حسابات بوتين، وسيُعرض الكثير من الأهداف الحيوية داخل روسيا للخطر، بما في ذلك البنية التحتية للطاقة."
0 تعليق