قال الباحث في الشأن الإقليمي والدولي، حسين الأسعد، إن الحدث الأبرز في قمة شرم الشيخ كان إيقاف الحرب التي اندلعت قبل عامين والتي ذهب ضحيتها آلاف النساء والأطفال والشيوخ، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يمثل محطة فارقة في مسار السلام بالمنطقة.
وأضاف "الأسعد"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العودة إلى بدايات تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمهامه، تظهر محاولة إدارته ممارسة الضغوط على مصر لقبول استقبال سكان قطاع غزة، إلَا أن مصر رفضت هذا التوجه، معتبرة أن ذلك كان محاولة للضغط عليها لرفع يدها عن مناصرة القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن هناك دولًا أخرى في المنطقة حاولت تحييد الدور المصري وإفشاله، مستندة إلى تاريخها وخبرتها في إيجاد الحلول للقضية الفلسطينية، وذلك لتكون هى صاحبة الكلمة في المحطة الإقليمية، إلا أن مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، قلبت الطاولة على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لافتة إلى أن المبادرة الأمريكية كانت ستفشل لو لم تكن مصر مقتنعة بها، لسبب بسيط هو أن ترامب لن يجد أي دعم إقليمي دون وجود مصر في المعادلة.
وتابع الأسعد "ما جعل ترامب يوقع بنود الاتفاقية مع الرئيس السيسي، على أرض الكنانة في شرم الشيخ، هو إدراكه أن الأبعاد القومية والسياسية وحتى النفسية لا يمكن قياسها دون وجود الدور المصري الفاعل، مصر ثقيلة التأثير وحضورها في الشرق الأوسط له وزن كبير".
وأوضح الباحث أن تجربة الرئيس الراحل أنور السادات كانت حاضرة في إشارات الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن مصر تعمل من موقع القوة وليس من الضعف، وهو ما يعكس أيضًا استراتيجيتها الراهنة في التعامل مع القضايا الإقليمية.
ونوه بأن بنود الاتفاقية كثيرة ومتشعبة، والشيطان يكمن في التفاصيل، وأن معظم الطلاسم المتعلقة بهذه التفاصيل في حوزة مصر، ما يجعل الدور المصري محوريًا في نجاح الاتفاق وتنفيذه على أرض الواقع.
وشدد على أن قادة العالم والمنطقة لجأوا إلى مصر لإيمانهم المطلق بأن السلام بعد كل هذا الدمار لا يمكن أن يستقر دون جهود جبارة، وأن الجميع على ثقة بأن الجهود المصرية ستعمل على إعادة ترتيب الأوراق بواقعية، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية وتداعياتها، مهما شرقت أو غربت، فإن خواتيمها دائمًا في مصر".
0 تعليق