استشهاد نصرالله يخلط المعادلات ... ماذا عن دور الحزب في المرحلة المقبلة؟

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
اسقط العدو الإسرائيلي كل الخطوط الحمر باغتياله يوم السبت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، القائد الذي كان العدو قبل الحليف يترقب خطاباته، والذي اتسم بالشفافية في التعاطي مع جمهوره وبيئة المقاومة، وهو صاحب الكريزما والذي غالبا ما كان يلوح بإصبعه عندما يطلق التهديدات في وجه الإسرائيليين، فنجح في بناء ارتباط وثيق بين غالبية اللبنانيين والمقاومة. فغالبا ما كانت مواقفه تعيد إحياء القوة والأمل عند أي منعطف يتعرض له حلف المقاومة نظرا لقدرته على توضيح الرؤية ورسم الطريق.

Advertisement

أدخلت عملية الاغتيال، الحرب في مرحلة جديدة لا يمكن توقع سيناريوهاتها المفتوحة على كل الاحتمالات، وإن كان البعض يظن أن خليفة السيد نصر الله الذي سيعينه مجلس شورى الحزب ، سوف يحدد ملامح المرحلة المقبلة، خاصة وأن المشهد في الشرق الأوسط اليوم يتطلب قيادة تمتلك من الخبرة لمواصلة المسار الذي تأسس عليه حزب الله، علما أن تعيين السيد هاشم صفي الدين أمينا عاما للحزب كما يطرح، سوف تنعكس تعاليمه الدينية التي تلقاها في قم على قراراته السياسية والعسكرية في المرحلة المقبلة. لكن الأوساط السياسية والعسكرية ترى أن أي شخصية سوف تأتي لن تكون بمستوى السيد نصر الله الذي أصبح الحزب في عهده قوة إقليمية لا يستهان بها، وإن كان مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أعلن بعد ساعات من غارة الضاحية يوم السبت أن كل قائد يستشهد سيكون له بديل.
ألقى السيد نصر الله خطابه الأخير في 19 أيلول بعد تفجيرات البيجر واللاسلكي، مودعا اللبنانيين ومحبيه في العالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط. واليوم يحاول الحزب استيعاب ضربات إسرائيل الموجعة في الأسبوعين الماضيين، فاغتيال السيد نصر الله أدخله في مرحلة جديدة تتطلب منه إعادة تنظيم وترتيب صفوفه، مع ترجيح مصادر عسكرية أن يعتمد الحزب إسلوبا جديدا في دفاعه عن لبنان بعدما كان يعتمد سياسة الرد المتدرج منذ 8 تشرين الاول، وربما قد يستخدم صواريخه التي لم تُستخدم بعد، كما أنه سوف يستعيد زمام المبادرة إذا حاولت إسرائيل الذهاب إلى خيار الغزو البري الذي لا تزال تتجنبه حتى الساعة رغم كل تهديداتها.
منذ اغتيال العدو الأمين العام لحزب الله، شرعت الأسئلة عن الخيارات التي يمكن أن تواجه إيران التي لا تزال تدرس كيفية التعاطي مع ما حصل عصر السبت وما سبقه من استهداف العدو لبنية الحزب العسكرية ربطا بتفجيرات البيجر واللاسلكي. والمعضلة تكمن في أن ايران التي لا تزال عالقة في لعبة الخطاب الإعلامي، لا تريد الحرب كما أعلن مرارا مسؤوليها، بل تريد إعادة إحياء التفاوض النووي مع الإدارة الأميركية والمحافظة في الوقت نفسه على مصالحها الإقليمية، ولذلك فإن تخليها اليوم عن حزب الله سوف ينعكس سلبا عليها، لأنها سوف تخسر نفوذها في المنطقة المتأتي من حركات المقاومة التي قد تنقلب عليها، مع الإشارة في هذا السياق، إلى أن محطةCNN أشارت نقلا عن مسؤولين أميركيين، إلى وجود العديد من المؤشرات التي تدل على قلق إيران من الضرر الذي لحق بحزب الله وانها قد تتدخل في الصراع ضد إسرائيل إذا رأت أنها على وشك خسارة الحزب.
وفي هذا السياق، تقول أوساط سياسية، إن اتصالات مكثفة سجلت بين قيادات إيرانية في الحرس الثوري ومن مكتب السيد الخامنئي مع حركات المقاومة في المنطقة من أجل درس كيفية الرد على إسرائيل وتحديد الخطوات التي سوف يعمل بها في المقبل من الأيام، مع الإشارة إلى أن الجمهورية الاسلامية هي التي ستحدد وظيفة الحزب ودوره في المستقبل.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق