بعد أن كادت تغتال حسن نصر الله.. كيف تعمل إسرائيل على تدمير أعداءها معنويًا قبل التصفية الجسدية؟

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

خدع صهيونية.. ولو بشكل آنيِّ

دومًا تسعى إسرائيل لإثبات شيء ما، وهو أنَّ لها الغلبة والسيطرة، وأن عجز من يقف أمامها أن تخرِّب أو تقوم بالتصفية الجسدية أو أن تدمِّر تدميرا، لا يهمِّ حجم ما تتكبده بقدر ما تثبت أمام العالم، ومن قبل أمام المواطن الإسرائيلي أنَّها قديرة على اصطياد من يقف أمامها وأنَّها تستطيع ذلك. ففي كل خطواتها تريد أن تثبت ذات الشيء، عل سبيل المثال القريب، عمليات اغتيالات متعاقبة ومتتالية، ابتداءًُا من تصفية رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، واغتيال قيادات من الصف الأول داخل حزب الله، ختامها كان إبراهيم محمد قبيسي، المعروف باسم "الحاج أبو موسى"، الذي كان يشغل منصبًا كبيرًا في التنظيم.

وفي مثال لأحداث وقعت هذا اليوم تجدُر الإشارة نحو هذه الخدع الصهيونية أمام العالم، والتي تستهدف اغتيال المعنويات في المقام الأول، حيث بدا ذلك في خطاب رئيس وزراء جيش الاحتلال، بنيامين نتنياهو اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

مزاعم: إسرائيل تحمي نفسها

رغم احتجاجات دبلوماسية عربية ومغادرة عدد من الوفود العربية القاعة، مع بدء نتنياهو لخطابه، وقف رئيس وزراء كيان الاحتلال، يعلن عزم إسرائيل القوي على التصدي للتهديدات الإيرانية، مشيرًا إلى أن بلاده قادرة على الوصول إلى أي نقطة في إيران. وأكد نتنياهو بقوله: "إذا ضربتمونا، سنضربكم"، مما يعكس الاستعداد العسكري والردع الإسرائيلي.

كما وجَّه خطابًا استفزازيًا، بضرورة إعادة فرض العقوبات على إيران، مؤكدًا أن ذلك ضروري لضمان عدم امتلاكها أسلحة نووية. وأوضح أنه من مسؤولية إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد تنظيمات وصفها بأنها تنظم الحروب بدعم إيراني، مشددًا على أن بلاده ليست فقط تدافع عن نفسها بل أيضًا تحمي حلفاءها من عدو مشترك يسعى إلى تدمير أسلوب حياتهم عبر العنف والإرهاب.

تقليب الأوراق

401796ddd2.jpg
تتبع إسرائيل دومًا نهجًا في تقليب الأوراق، ووضعها في غير محلها من الأطر، فتحذِّر من أن استمرار حماس في السلطة سيؤدي إلى إعادة تسليحها وتهديدها لأمن إسرائيل.

تتبع إسرائيل دومًا نهجًا في تقليب الأوراق، ووضعها في غير محلها من الأطر، فرغم رفض الدول العربية والأطراف المؤيدة للسلام للإجراءات التي اتخذتها حكومة الاحتلال، استكمل نتياهو خطابه،  مشيرًا نحو أن الجيش الإسرائيلي تمكن من قتل أو أسر أكثر من نصف مقاتلي حماس، ودمر 90% من صواريخها، محذرًا من أن استمرار حماس في السلطة سيؤدي إلى إعادة تسليحها وتهديدها لأمن إسرائيل. ثم استكمل تلويح الإشارات نحو الاتفاق على التطبيع مع السعودية الذي كان قريبًا قبل الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، لؤكِّد أن إسرائيل لن تتوقف عن جهودها حتى تحرير آخر رهينة في غزة.

رسائل صارمة لحزب الله

لم يفت نتنياهو أن يوجه رسائل صارمة لحزب الله، حيث صرح بأن صبر إسرائيل قد نفد، مُشددًا على أنه لن يهدأ لهم بال حتى يعود المواطنون الإسرائيليون إلى منازلهم بأمان. وفي سياق تعزيز العلاقات، أكد على ضرورة إبرام اتفاق سلام تاريخي مع السعودية، مشيرًا إلى أن عزل إسرائيل يمثل وصمة أخلاقية على الأمم المتحدة.

أكاذيب واهية.. معاداة السامية

كما اتهم نتنياهو، في ختام كلمته، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بمعاداة السامية، تلك الورقة القديمة التي تظهر بين الحين والآخر ولا يجادل الغرب هذه الأكاذيب الواهية بشكل كبير، مؤكدًا في ختام كلمته لأهل إسرائيل وجنودها: "كونوا أقوياء وشجعان".

تقارير حول ابتعاد إيران عن المشهد.. هذه تخدم أيضًا

1145f396ed.jpg
االإشارة نحو تجنَّب النظام الإيراني للمشهد

بين الحين والآخر تصدر تقارير لخبراء دوليين، تشير نحو تجنَّب النظام الإيراني، بقيادة خامنئي للمشهد، والتي تستند إلى مزاعم تحسين العلاقات مع الغرب عن طريق الرئيس مسعود بزشكيان، أو أنَّ القيادة الإيرانية ترى في تدخلها المباشر في الصراع الحالي مع إسرائيل مخاطرة كبيرة، أو الإشارة نحو مخاوف طهران من وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كل هذه العوامل، حتِّى وإن بدت بعضها صحيحة، تجعل إسرائيل بالونًا يتمدد، وتلوِّح بتصريحات قويَّة تزيد من حسم الأمور لصالحها.

محاولة استهداف حسن نصر الله 

كانت أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الغارة التي شنتها قوات الاحتلال على الضاحية الجنوبية في بيروت كانت تستهدف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. هذا الهجوم جاء في إطار تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، ومحاولة الاحتلال ضرب القيادات البارزة في الحزب لشل حركته. تُعتبر الضاحية الجنوبية، التي تُعدّ مركزًا لنفوذ حزب الله، هدفًا رئيسيًا في هذا الصراع الدائم بين الطرفين.

4762d43a0e.jpg

وفي خضم الأحداث الواقعة بتوقيت تواجد نتنياهو بالأمم المتحدة، تنتشر صورة لموقع استهداف حسن نصر الله، داخل بناء متعدد الطوابق، ويبدو مكان الاستهداف متأثرًا بشكل محدد دون الطوابق الأخرى، ما يعطي انطباعًا عن أنَّ المحاولة كانت دقيقة لدرجة بعيدة المدى، فلم يتم قصف البناء بشكل كامل. إضافة إلى أنَّ التزام حزب الله الصمت حتَّى الآن يعطي ثقة بشكل أوسع لإسرائيل، ويعطيها مظهرًا عملاقًا خادعًا ولو بشكل آني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق