هل نقترب من التصعيد الكبير؟

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يبدو أن اللقاء الأخير بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء اسرائيل نيامين نتنياهو خرج بنتيجة واضحة المعالم: واشنطن لا تمانع تمامًا منح إسرائيل ضوءًا أخضر لعملية عسكرية ضد إيران أو حتى ضد حزب الله. لكنه، لا يمكن لواشنطن القبول بحرب شاملة ولا بمواجهة مفتوحة على كل الجبهات، بل بعملية عسكرية محدودة، سريعة، ومُسيطر عليها، لا تمتد لأكثر من أيام سواء كانت على الساحة اللبنانية أو الإيرانية.

الفكرة تقوم على توجيه ضربة محسوبة، ثم التراجع فورًا قبل أن تتدحرج الأمور نحو حرب كبرى.
لكن هنا يبرز السؤال الجوهري: هل تستطيع إسرائيل أن تضمن توقف الحرب عندما تقرر هي ذلك؟ التجارب السابقة تقول إن الشرق الأوسط ليس مسرحًا يمكن التحكم بإيقاعه بسهولة. أي رصاصة أو صاروخ قد يفتح الباب أمام ردود متسلسلة لا أحد يعرف كيف تنتهي.

 ومن يدرس طبيعة المواجهة مع إيران أو مع حزب الله يدرك أن الطرفين لا يتعاملان بمنطق السقف المحدود بالضرورة، بل بمنطق الردع والرسائل المتبادلة التي قد تتحول بسرعة إلى مواجهة أوسع مما تتصوره تل أبيب.

السؤال الأهم بالنسبة لنتنياهو تحديدًا هو: هل يضمن مشاركة أميركية مباشرة إذا فقد السيطرة على العملية التي يخطط لها؟ حتى اللحظة لا يظهر أن الإدارة الأميركية — ولا حتى المؤسسات العميقة في واشنطن — متحمسة للدخول في حرب جديدة. فالنظرة الأميركية للشرق الأوسط تغيّرت: المنطقة لم تعد تشكل تهديدًا فعليًا للأمن القومي كما في السابق، والاهتمام الاستراتيجي انتقل نحو آسيا وروسيا والاقتصاد العالمي. أي تورط عسكري واسع يبدو خارج قائمة الأولويات.

هذا الواقع يضع نتنياهو أمام معادلة معقدة، فهو من جهة، يريد استثمار أي هامش سياسي قد يوفره ترامب مستقبلًا، ومن جهة أخرى، يدرك أن المغامرة العسكرية دون ضمانة أميركية كاملة قد تتحول إلى عبء داخلي وخارجي. كما أن المجتمع الإسرائيلي نفسه يعيش انقسامًا عميقًا، والاقتصاد لا يتحمل حربًا طويلة مجددا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق