أكد الشيخ عيسى الجوهري، شيخ الطريقة الجوهرية الشاذلية، خلال مشاركته فى فعاليات المولد الجعفرى الذى تنظمه الطرق الصوفية خلال هذه الفترة بمناسبة مولد الشيخ صالح الجعفرى إمام الأزهر الأسبق ونجله الشيخ عبدالغنى صالح الجعفرى، أن شيوخ الطريقة الجعفرية الراحلين، قدّموا إسهامات بارزة في خدمة الدعوة الإسلامية الوسطية، وأسهموا بدور محوري في نشر التصوف الإسلامي المعتدل، القائم على الجمع بين صحيح الشريعة ونقاء السلوك الروحي.
وأوضح الشيخ عيسى الجوهري فى تصريحات لـ"الدستور"، أن الإمام صالح الجعفري يعد واحدا من كبار أعلام التصوف في العصر الحديث، حيث تميز بعلمه الغزير، ومكانته الرفيعة بين العلماء والمشايخ، إضافة إلى أسلوبه الدعوي الرصين الذي اعتمد على الحكمة والموعظة الحسنة، بعيدا عن الغلو أو التشدد.
دور علمي وروحي مؤثر
وأشار شيخ الطريقة الجوهرية الشاذلية إلى أن الإمام صالح الجعفري كرس حياته لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية، وكان له دور بارز في إحياء الروح الصوفية الصحيحة التي تربط بين العبادة والسلوك القويم، مؤكدا أن طريقته في الدعوة ساهمت في ترسيخ قيم المحبة والتسامح والانفتاح على الآخر داخل المجتمع.
وأضاف أن نجله الشيخ عبدالغني صالح الجعفري سار على نهج والده، واستكمل مسيرته في نشر الفكر الصوفي الوسطي، محافظا على الثوابت الدينية، ومعززا دور التصوف كمدرسة أخلاقية وتربوية تهدف إلى تهذيب النفوس وبناء الإنسان الصالح.
التصوف المعتدل في مواجهة التطرف
وأكد الشيخ عيسى الجوهري، أن شيوخ الطريقة الجعفرية كان لهم دور مهم في مواجهة الأفكار المتطرفة، من خلال خطاب ديني متزن يعلي من شأن العقل، ويؤكد سماحة الإسلام، ويبرز البعد الإنساني في التعاليم الدينية، مشيرا إلى أن التصوف المعتدل يمثل أحد أهم أدوات حماية المجتمع من الغلو والانحراف الفكري.
وأوضح أن الإمام صالح الجعفري ونجله عبدالغني لم ينغلقا على مريديهما فقط، بل كانت رسالتهما موجهة إلى عموم الناس، من خلال الدروس والمحاضرات واللقاءات العامة التي ركزت على الأخلاق، والعمل الصالح، وخدمة الوطن.
أثر باق وسيرة خالدة
وأشار شيخ الطريقة الجوهرية الشاذلية إلى أن الإرث العلمي والروحي الذي تركه شيوخ الطريقة الجعفرية لا يزال حاضرا في وجدان محبيهم ومريديهم، مؤكدا أن أثرهم يمتد عبر الأجيال، بما قدموه من نموذج عملي للعالم الصوفي الذي يجمع بين العلم والعمل، وبين العبادة وخدمة المجتمع.
وأضاف أن الطرق الصوفية المصرية، بما فيها الطريقة الجعفرية والجوهرية الشاذلية، تمثل ركيزة أساسية في الحفاظ على الهوية الدينية الوسطية، وتسهم في دعم الاستقرار المجتمعي، وتعزيز قيم التعايش والسلام.
دعوة للحفاظ على المنهج الوسطي
واختتم الشيخ عيسى الجوهري تصريحاته بالتأكيد على أهمية الحفاظ على المنهج الصوفي الوسطي الذي أرسته هذه الرموز الكبيرة، داعيا إلى الاقتداء بسيرتهم، ومواصلة رسالتهم في نشر المحبة، وترسيخ الأخلاق، وخدمة الدين والوطن، مشددا على أن التصوف الصحيح سيظل أحد أعمدة الاعتدال في الفكر الإسلامي.













0 تعليق