كشف تقرير حديث صادر عن وزارة الصحة الاتحادية عن حجم الخسائر الكارثية التي لحقت بالقطاع الصحي في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، موثقًا مقتل وجرح وفقدان ما يقارب 800 كادر طبي، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية التي يشهدها البلد في تاريخه الحديث.

ووفقًا للتقرير، قتل أكثر من 234 من الكوادر الطبية أثناء أداء واجبهم الإنساني، فيما أصيب 507 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إلى جانب 59 كادرًا لا يزالون في عداد المفقودين، وسط غياب أي معلومات موثوقة عن مصيرهم. 

وتشير البيانات إلى أن ولايات الخرطوم، الجزيرة، دارفور، وكردفان كانت الأكثر تضررًا، نتيجة الاستهداف المباشر للمرافق الصحية والعاملين فيها.

وأكد التقرير، أن عددًا كبيرًا من المستشفيات والمراكز الصحية خرج عن الخدمة بعد تعرضه لاعتداءات ممنهجة، في ظل اتهامات متكررة لـ قوات الدعم السريع بتصفية واحتجاز عشرات الكوادر الطبية، خاصة في دارفور وكردفان. 

وأشار إلى احتجاز نحو 73 كادرًا طبيًا في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، في ظروف وصفت بأنها "بالغة السوء وغير الإنسانية".

وسلط التقرير الضوء على حادثة اغتيال الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل في مدينة الفاشر، باعتبارها نموذجًا صارخًا لانتهاكات طالت العاملين الصحيين، كما وثّق مقتل كوادر طبية داخل المستشفى السعودي بالفاشر عقب سيطرة الدعم السريع على المدينة في أكتوبر الماضي.

في سياق متصل، أورد التقرير تصريحات المدير العام لـ منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي أكد أن المنظمة تحققت من 185 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في السودان، أسفرت عن 1204 حالات وفاة و416 إصابة بين العاملين الصحيين والمرضى، منذ بداية النزاع، بينها 49 هجومًا خلال عام 2025 فقط.

اعتبرت شبكة أطباء السودان أن هذه الأرقام تعكس انهيار الحماية القانونية للقطاع الصحي، وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تضمن تحييد المنشآت الطبية والعاملين فيها أثناء النزاعات المسلحة.

طالبت وزارة الصحة الاتحادية، في ختام تقريرها، بوقف فوري لكافة الانتهاكات ضد الكوادر الطبية، والإفراج عن المحتجزين، والكشف عن مصير المفقودين، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تحرك عاجل وفاعل لحماية ما تبقى من النظام الصحي السوداني، وضمان وصول آمن للأطباء والممرضين والمسعفين لأداء واجبهم الإنساني.

هنا السودان