أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الغباري، أن الارتفاعات القياسية التي يشهدها الذهب خلال الفترة الحالية لا ترتبط بعمليات مضاربة، وإنما تعكس موجة شراء مؤسسية واسعة تقودها البنوك المركزية حول العالم.
مشتريات البنوك المركزية تدفع الذهب لموجة صعود جديدة والفضة مرشحة لتفوق أكبر
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الغباري، خلال حواره ببرنامج ارقام وأسواق، المذاع على أزهري، أن تقارير دولية حديثة أظهرت أن الغالبية العظمى من البنوك المركزية تخطط لزيادة احتياطياتها من الذهب خلال العام المقبل، مشيرًا إلى أن حجم مشتريات الذهب تجاوز ألف طن خلال العام الماضي، وهو مستوى يفوق المتوسطات التاريخية بكثير، ما يدعم استمرار الاتجاه الصاعد للمعدن الأصفر.
التوقعات بخفض أسعار الفائدة مستقبلًا
وأضاف الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الغباري، أن الذهب مرشح لاختراق مستويات قياسية جديدة خلال عام 2026، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، وضعف الدولار، وتزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، إلى جانب التوقعات بخفض أسعار الفائدة مستقبلًا.
الطلب الصناعي والاستثماري المتزايد
وفيما يتعلق بالفضة، أشار الغباري إلى أنها تُعد من أكثر المعادن استفادة خلال فترات الأزمات، موضحًا أن الطلب الصناعي والاستثماري المتزايد، مقابل نقص المعروض، يعزز من فرص صعودها القوي، مع توقعات بوصولها إلى مستويات مرتفعة خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع توسع استخداماتها في الصناعات الإلكترونية والطاقة الشمسية.
تعكس التحركات القوية لأسعار الذهب تحولا استراتيجيًا في سلوك المؤسسات النقدية العالمية
في المحصلة، تعكس التحركات القوية لأسعار الذهب تحولا استراتيجيًا في سلوك المؤسسات النقدية العالمية، التي باتت تنظر إلى المعدن الأصفر باعتباره أداة تحوط رئيسية في مواجهة التقلبات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
فموجة الشراء الواسعة من قبل البنوك المركزية تؤكد أن الذهب لم يعد مجرد ملاذ آمن تقليدي، بل عنصرًا محوريًا في إدارة الاحتياطيات وتعزيز الاستقرار النقدي.
ومع استمرار المخاوف المرتبطة بتباطؤ الاقتصاد العالمي وضعف بعض العملات الرئيسية، تتزايد فرص تسجيل الذهب لمستويات قياسية جديدة خلال السنوات المقبلة، مدعومًا أيضًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة.
وفي السياق ذاته، تبرز الفضة كأحد المعادن المرشحة للاستفادة بقوة من المرحلة المقبلة، نظرًا لتنامي الطلب الصناعي عليها، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
ويعكس هذا المشهد تحولًا في بوصلة الاستثمار نحو الأصول الحقيقية، التي توفر قدرًا أكبر من الأمان في أوقات عدم اليقين، ما يعزز من أهمية المعادن النفيسة ضمن المحافظ الاستثمارية خلال المرحلة القادمة.















0 تعليق