أسدل الستار، اليوم، على فعاليات المؤتمر الدولي السادس والعشرين لنظم القوى الكهربائية في الشرق الأوسط (MEPCON 2025)، والذي استضافته كلية الهندسة بجامعة أسوان خلال الفترة من 20 إلى 22 ديسمبر 2025، بأحد فنادق مدينة أسوان، تحت شعار:
«النهوض بالتحول في مجال الطاقة لتعزيز مستقبل مستدام ومنخفض الكربون».
وجاء المؤتمر تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور لؤي سعد الدين نصرت رئيس جامعة أسوان، ويقام المؤتمر برئاسة الدكتور محمد محمود علي عميد كلية الهندسة، وبمشاركة تقنية وتنظيمية من عدد من الهيئات والجمعيات العلمية التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE، وبالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات (NTRA)، فيما تولى الدكتور ممدوح عبد الآخر وكيل كلية الهندسة مهام نائب رئيس المؤتمر والأمين العام.
ويُعَّد المؤتمر منصة علمية دولية رفيعة المستوى وبمشاركة شركة المحطات المائية للإنتاج الكهرباء بأسوان وشركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء بأسوان وشركة كيما أسوان، ومشاركة أكاديمية واسعة من مختلف الجامعات العربية والأجنبية.
فعاليات المؤتمر
وأكد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، رئيس جامعة أسوان، أن مؤتمر MEPCON 2025 شهد برنامجًا علميًا وفنيًا مكثفًا على مدار ثلاثة أيام، ناقش خلاله أحدث القضايا والتحديات التي تواجه قطاع الطاقة إقليميًا ودوليًا، مع التركيز على التحول الرقمي، والطاقة المتجددة، والأنظمة الذكية، والأمن السيبراني، بما يعزز توجهات الدولة المصرية نحو التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر.
وأوضح "نصرت" أن فعاليات المؤتمر انطلقت يوم السبت 20 ديسمبر بمحور الأساسيات والتحول الرقمي، وشهدت حفل افتتاح رسمي أعقبه إلقاء الكلمة الرئيسية الأولى لدكتور ماتي ليهتونين من جامعة آلتو، من دولة فلندا بعنوان «القدرة الاستيعابية للجهد الكهروضوئي في شبكات التوزيع»، مشيرًا إلى أن اليوم الختامي تضمن ورشتي عمل وجلسة ختامية لإعلان توصيات المؤتمر.
جلسات علمية متخصصة ورؤى تطبيقية
من جانبه، أوضح الدكتور محمد محمود علي، عميد كلية الهندسة ورئيس المؤتمر، أن المؤتمر تميز بتنوع جلساته العلمية وعمقها، حيث ناقشت جلسات أنظمة القوى وأنظمة التوزيع تحليلات اضطراب التوافقيات الناتجة عن الأنظمة الكهروضوئية، والتشغيل الاستراتيجي لشبكات التوزيع مع دمج مصادر الطاقة المتجددة بكفاءة.
كما تناولت جلسات الشبكات الذكية والأمن السيبراني أبحاثًا متقدمة حول كشف سرقة الكهرباء باستخدام تقنيات التعلم العميق الهجين، ورصد هجمات الفدية في الشبكات الذكية، إلى جانب جلسات الطاقة المتجددة التي استعرضت حلول الطاقة الهجينة منخفضة التكلفة للمناطق المعزولة، ونماذج التنبؤ الذكي بإنتاج الطاقة المتجددة.
وأشار الدكتور عبدالله البادي من جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان إلى أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والاتصالات في أنظمة القوى، ودورها في مراقبة الحالة التشغيلية وأتمتة الأنظمة الموفرة للطاقة.
وفي اليوم الثاني للمؤتمر، أوضح الدكتور إيهاب خلف وكيل كلية الهندسة أن الفعاليات ركزت على المركبات الكهربائية والشبكات المصغرة المتقدمة، وشهدت الكلمة الرئيسية الثانية بعنوان: «السياسات الحديثة للطاقة في عصر عدم اليقين الاقتصادي العالمي»، ألقاها الدكتور محمد زكريا القمحي كامل من البنك الدولي.
وتناولت الجلسات العلمية نقل الطاقة اللاسلكي لشحن المركبات الكهربائية، واستراتيجيات الشحن الذكي بتقنية V2G، إلى جانب تحسين استجابة الأنظمة الهجينة، وتصميم محطات شحن متكاملة مع الخلايا الكهروضوئية، والتحكم المتقدم في إلكترونيات القوى.
ختام علمي وزيارات ميدانية
واختُتمت اليوم الاثنين 22 ديسمبر 2025 فعاليات المؤتمر بجلسات علمية متخصصة عُقدت عن بُعد، ركزت على موضوعات دقيقة في مجالات المركبات الكهربائية، والطاقة المتجددة، وأنظمة القوى، والآلات الكهربائية، وهندسة الجهد العالي وأنظمة الحماية، وصولًا إلى إعلان التوصيات النهائية التي عكست خلاصة النقاشات العلمية والرؤى المستقبلية.
واختتم المؤتمر ببرنامج ميداني شمل زيارات إلى محطة كهرباء السد العالي الكهرومائية، ومجمع بنبان للطاقة الشمسية، إلى جانب زيارة المتحف النوبي، في إطار المزج بين البعد العلمي والثقافي والاجتماعي، بما يعكس مكانة أسوان كعاصمة للطاقة النظيفة والتنمية المستدامة في صعيد مصر.
















0 تعليق