دراسة: الغلاف الجوى للأرض يتسرّب إلى القمر منذ مليارات السنين

اليوم 7 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت دراسة علمية حديثة أن ذرات وجزيئات من الغلاف الجوي للأرض تنتقل إلى سطح القمر منذ مليارات السنين، في ظاهرة مذهلة قد تغيّر فهمنا للعلاقة بين الأرض وجارها الأقرب، وتشير النتائج إلى أن القمر لا يحمل فقط آثار تاريخه الخاص، بل يحتفظ أيضًا بسجل طويل الأمد لتطور الغلاف الجوي للأرض.

 

جزيئات أرضية على سطح القمر

أظهرت الأبحاث، أن عناصر مثل النيتروجين وبخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى الهيليوم والأرجون، ترسّبت في تربة القمر عبر الزمن، هذه العناصر وُجدت بكميات لافتة في عينات جُمعت خلال بعثات أبولو، وهو ما حيّر العلماء سابقًا حول مصدرها الحقيقي.

المجال المغناطيسي للأرض يلعب دورًا حاسمًا

بحسب الدراسة، فإن المجال المغناطيسي للأرض يعمل كقناة توجّه الجزيئات الجوية نحو القمر، بدلًا من أن تتبدد في الفضاء كما كان يُعتقد سابقًا، هذا التدفق المستمر استمر من الماضي السحيق وحتى يومنا هذا، ما أدى إلى تراكم بطيء ولكن ثابت للمواد المتطايرة على سطح القمر.

سجل مناخي محفوظ في تربة قمرية

لا تقتصر أهمية هذه النتائج على القمر فقط، بل تمتد إلى فهم تاريخ مناخ الأرض نفسه، فالتربة القمرية قد تحتوي على أرشيف طبيعي يسجّل التغيرات التي مر بها الغلاف الجوي للأرض عبر مليارات السنين، وهو ما يمنح العلماء فرصة فريدة لدراسة تطور المناخ على كوكبنا.

فوائد محتملة لقواعد القمر المستقبلية

تفتح هذه الاكتشافات آفاقًا جديدة أمام خطط إنشاء قواعد بشرية على القمر، إذ قد تُستخدم هذه المواد المتراكمة كمصادر محتملة للماء والوقود والهواء ، ومع تزايد الاهتمام بالبعثات القمرية طويلة الأمد، قد يصبح القمر موردًا داعمًا للاستكشاف الفضائي بدلًا من كونه مجرد محطة عبور.

انعكاسات أوسع على الكواكب

يرى الباحثون، أن فهم كيفية تسرب الغلاف الجوي للأرض يساعد أيضًا في دراسة كواكب أخرى مثل المريخ، خصوصًا فيما يتعلق بتطور المناخ، وقابلية السكن، ودور المجالات المغناطيسية فى حماية الكواكب أو فقدان أجوائها.

ما كان يُعتقد أنه فقدان بطىء للغلاف الجوي للأرض، تبيّن أنه عملية معقّدة تترك بصمتها على القمر، لتجعل منه شاهدًا صامتًا على تاريخ الأرض وموردًا واعدًا لمستقبل الاستكشاف الفضائى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق