عبدالرحيم علي يكتب الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة "٣"

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أَنَا مَلِكُ أُورُشَلِيمَ.. مَلِكُ فَرَنْسَا.. صَدِيقِي.. سَيُحَاكِمُ رِيتْشَارْدَ.

شاهدتُ اليومَ، َبمقَرِّ إِقَامَتِي فِي لَنْدَنَ، للمرةِ المائةِ تقريبًا، رائعةَ يوسف شاهين «الناصر صلاح الدين»، وعلى الرغمِ من وعيي الشديدِ بالأخطاءِ التاريخيةِ الكبرى في الفيلم، فإنني مشدودٌ للرؤيةِ السينمائيةِ التي أراد شاهين إيصالَها بعبقريته المعهودة.
توقفتُ كثيرًا أمام دور «آرثر» الذي جسده العظيم زكي طليمات، ورغم أن «آرثر» شخصيةٌ دراميةٌ غيرُ موجودةٍ تاريخيًّا، فإن مغزى وجوده وما مثَّله في الفيلم هو ما أراد يوسف شاهين إيصاله.

فآرثر، طوال الوقت، يحاول تأجيجَ الحرب ومنعَ السلام، تارةً بقتلِ رُسُل ريتشارد إلى صلاح الدين، واتهامِ صلاح الدين بقتلهم، وتارةً بمحاولةِ اغتيالِ الملك ريتشارد نفسه بسهمٍ عربيٍّ مسموم، لدفعه لمواصلةِ حربه للاستيلاءِ على القدس وتعيينِ «آرثر» نفسه ملكًا عليها، وهو ما كان يخططُ له «آرثر» منذ البداية.

وعندما تفشلُ كلُّ محاولاته وينكشفُ أمرُه أمام الملك ريتشارد، يأتي المشهدُ العبقريُّ في الفيلم (The Master Scene).

«آرثر» داخلَ قفصٍ من حديدٍ، يصرخُ بأعلى صوتِهِ: أنا ملكُ أورشليم… جونُ ملكُ فرنسا… صديقي… سيُحاكِمُ ريتشارد…

وهكذا يكونُ مصيرُ كلِّ أحمقٍ يريدُ أن يلعبَ دورًا على مسرحِ الحياةِ يفوقُ ما منحَهُ اللهُ من موهبةٍ؛ أن ينتهيَ به المطافُ في قفصٍ حديديٍّ، يصرخُ بأعلى صوتِهِ:

«أنا ملكُ أورشليمَ»

لندن: الخامسةُ مساءً بتوقيتِ القاهرة.  

https://www.facebook.com/share/v/17XwC9wyjZ/

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق