الكابتن ماجد عاد من جديد
يمرر ويساند.. جاهز للتسديد!
سجل أهدافًا لا تيأس، لا تخشى المرمى
كن حسن الخلق مع الخصم، فأهدافك أسمى!
هذا جزء من كلمات أغنية المقدمة لمسلسل "كابتن ماجد" (النسخة العربية الشهيرة) والتي يحفظها جيل الثمانينيات والتسعينيات عن ظهر قلب. وكان المسلسل يعرض في عدة قنوات عربية محلية. ومن أشهر القنوات التي ساهمت في نشره لاحقًا كانت قناة سبيستون التي أعادت عرضه لجمهور أوسع.
وهذه الأغنية كتبها ولحنها وغناها طارق العربي طرقان. وهو فنان وملحن ومغنٍ جزائري الأصل ونشأ وأقام في سوريا، وهو أحد أبرز الأسماء المرتبطة بالطفولة في العالم العربي بسبب عمله على أغاني وشارات مسلسلات الرسوم المتحركة التي كانت تُعرض على قناة سبيستون. وهو الملحن والموزع الموسيقي والمؤدي الصوتي (الغنائي) للعديد من شارات الكرتون الشهيرة جدًا. لحّن وغنّى شارات مسلسلات مثل "سيمبا"، "عهد الأصدقاء"، "دروب ريمي"، "أنا وأخي"، "القناص"، وغيرها الكثير.
العائلة فنية بامتياز حيث يعمل معه في الغناء أبناؤه محمد وديما وتالا، الذين أصبحوا أصواتًا مألوفة لدى مشاهدي القناة أيضًا. يُعتبر طارق العربي طرقان أيقونة في مجال أغاني الأطفال والأنيمي المدبلج، حيث ساهمت ألحانه وكلماته في تشكيل ذكريات جيل كامل من الأطفال في الوطن العربي. يعيش الفنان وعائلته حاليًا خارج سوريا، ويقومون بجولات فنية وحفلات غنائية في عدة دول عربية، كما يديرون شركتهم الإنتاجية من مصر. استقر طارق وعائلته في الإسكندرية بعد مغادرتهم سوريا عام 2013. وأسسوا هناك استوديو للإنتاج الصوتي والدبلجة. يحيي طارق وأبناؤه حفلات غنائية ناجحة بشكل مستمر في مختلف أنحاء العالم العربي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية (الرياض وجدة والخبر) والجزائر وتونس والإمارات وليبيا، إضافة لمصر.
توقفت فرقته عن الغناء لفترة "احترامًا للقتلى" في بداية الأزمة السورية. على الرغم من ولادته ونشأته وعمله الفني الطويل في سوريا، إلا أن طارق العربي طرقان وعائلته يحملون الجنسية الجزائرية (من مدينة معسكر في الغرب الجزائري) حيث كان والده دبلوماسيًا في دمشق. وُلد ونشأ ودرس الفنون الجميلة في سوريا، وعاش فيها معظم حياته. وهذا هو سبب لكنته السورية القوية وحنينه لسوريا التي يعتبرها وطنه الثاني ومسقط رأسه واتخذها مقرًا لمركز الزهرة، وهي الشركة المسؤولة عن دبلجة برامج سبيستون في دمشق. رفض طارق العربي طرقان مغادرة سوريا في البداية مع بقية فريق العمل، لكنه اتجه لاحقًا إلى مصر، وفي ضوء ظروفه تعثر استمرار التعاون بنفس الوتيرة مع القناة.
لكن أين هي سبيستون الآن ولماذا تراجعت مشاهدتها؟ رغم كونها لا تزال موجودة وتبث برامجها، ولكنها تواجه تحديات كبيرة أدت إلى تراجع مشاهدتها بشكل ملحوظ مقارنة بعصرها الذهبي عندما كانت الحلم العربي للطفولة والهوية والأصالة. وأسباب هذا التراجع كثيرة، منها المنافسة الرقمية وظهور منصات البث عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي تقدم محتوى متنوعًا ومتاحًا في أي وقت، مثل يوتيوب ونتفليكس كيدز وغيرها. هذا بالإضافة لتغير ذوق الجيل الجديد الذي أصبحت لديه اهتمامات مختلفة عن جيل التسعينيات، خاصة مع اكتساح التعليم الأجنبي، ولم تستطع القناة مواكبة كل هذه التغيرات بنفس الجودة التي اشتهرت بها سابقًا، ناهيك عن الجودة التقنية والإبهار في المحتوى الجديد، حيث يرى العديد من المتابعين القدامى أن جودة الدبلجة والأغاني والبرامج الجديدة التي تقدمها القناة قد تراجعت مقارنة بالأعمال الكلاسيكية التي لاقت نجاحًا هائلًا.
ولكن هناك دليل واضح الآن على قدرة هذه الأغاني على العودة، حيث تحظى بإقبال كبير خلال حفلات مجموعة طرقان ويتضح ذلك في حفلات "جيل الطيبين" و"نوستالجيا" التي يحييها الفنان طرقان وأبناؤه في الوطن العربي حاليًا. ويتفاعل الجمهور الذي نشأ على أغاني سبيستون في التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة ويرددون -هم وأبناؤهم-أغاني شارات الكرتون الكلاسيكية التي تثير الحنين لذكريات الطفولة، مثل أغاني "كابتن ماجد"، "عهد الأصدقاء"، "دروب ريمي"، "أنا وأخي"، "القناص"، و"المحقق كونان". ولا يكتفي طرقان بالأغاني القديمة الشهيرة بل يقدم أغانٍ جديدة من إنتاجهم الخاص، والتي تحافظ على نفس المحتوى الهادف والموسيقى الجميلة التي تميزهم.
وقد أقام طارق العربي طرقان حفلًا ناجحًا وكامل العدد في دار الأوبرا المصرية بمسرح النافورة بالقاهرة في أكتوبر 2021. وفي أغسطس 2022، أقام حفلًا غنائيًا في المسرح الروماني بالإسكندرية ضمن مهرجان الأوبرا الصيفي. وفي مارس 2022، أقام حفلًا في محافظة قنا بصعيد مصر ضمن مهرجان دندرة للموسيقى والغناء.
وإذ خصصت هذه المساحة للكتابة عن عائلة طارق العربي فإنما بقصد تسليط الضوء على إنتاج ثقافي وفني برؤية عظيمة ونادرة في الوقت نفسه، يحتاجها كل مجتمع عربي وكل أسرة عربية إذا أرادا ترسيخ الهوية بأسهل الطرق منذ الطفولة. ولو كنت مكان وزير التربية والتعليم في مصر ونظرائه في الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التي تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، لاخترت طرقان "سفيرًا للتعليم والثقافة العربية" لعله ينجح فيما فشل فيه وزراء وحكومات لإحياء اللغة العربية وعودتها بطلة في حياة أطفالنا وبيوتنا ومدارسنا ومسارحنا المدرسية والطلابية. كما يصلح ليكون "سفير أحلام الطفولة" وليت المجلس العربي للطفولة والتنمية يبادر لذلك!.









0 تعليق