شهدت العاصمة الأردنية عمان، احتفالًا ثقافيًا لافتًا بإطلاق النسخة الإنجليزية من كتاب "زنبقات غزة – فنانات في زمن الحرب"، في أمسية جمعت رموزًا ثقافية وأكاديمية من فلسطين والأردن.
ويأتي هذا الحدث بعد أسبوع من إطلاق النسخة العربية في بيت لحم، ضمن مبادرة تقودها الدكتورة إيناس ديب بالشراكة مع الفنانة الغزّية رنا البطراوي.
22 فنانة ترسمـن الحرب من قلب الألم
الكتاب يوثق أعمال 22 فنانة من غزة، نقلن بريشتهن تفاصيل الحرب وتداعياتها النفسية والإنسانية، مقدمات سردًا بصريًا جريئًا يعكس قدرة المرأة على تحويل القسوة إلى مساحات فنية ناطقة بالحياة والأمل.
افتتاح برسالة دعم من المعهد الملكي للدراسات الدينية
بدأت الفعالية بكلمة الدكتورة رينيه حتر، مدير عام المعهد الملكي للدراسات الدينية، التي أكدت فيها أهمية منح المنصات للفنانات القادمات من مناطق النزاع، مشيدة بالتعاون المستمر مع جامعة دار الكلمة وبالجهود الأكاديمية التي تقدمها.
متري الراهب: الفن الفلسطيني جزء من هوية المنطقة
من جانبه، أكد الدكتور القس متري الراهب، رئيس جامعة دار الكلمة، أن هذا المشروع يعكس رؤية الجامعة في تعزيز الفن الفلسطيني وتثبيت حضوره عربيًا ودوليًا، معتبرًا الكتاب نموذجًا لجماليات المقاومة والإبداع.
زاهي خوري: الإبداع جسر يعيد للإنسانية معناها
وأشاد زاهي خوري، رئيس مجلس إدارة الجامعة، بدور الفنانات وفريق العمل، معتبرًا أن "الفن هو الجسر الأكثر صلابة في مواجهة القسوة"، ومشيرًا إلى أن مبادرة "زنبقات غزة" تمنح العالم فرصة لرؤية غزة بعيون نسائها المبدعات.
إيناس ديب: الكتاب وصل الرسالة التي حملتها الفنانات
بدورها، عبّرت الدكتورة إيناس ديب عن اعتزازها بهذا الإصدار، مؤكدة أن الإصرار الذي لمسته في تجارب الفنانات كان الحافز الأساسي وراء إنجاز الكتاب، وقالت:
"عندما ينجح الإبداع في تجاوز الألم، ندرك أننا أوصلنا صوت غزة الحقيقي إلى العالم".
محتوى فني وبحثي يعمّق التجربة
وشارك في صناعة الكتاب عدد من المبدعين، بينهم الفنان شريف سرحان الذي تولى تصميم الكتاب، والكاتبة والإعلامية هداية شمعون التي أشرفت على تحريره، معتبرة العمل نافذة ضوء في وجه العتمة. كما ساهمت الفنانة فيرا تماري بتمهيد يبرز الدور الريادي للمرأة الفنانة، بينما قدّم د. إيهاب بسيسو فصلًا بحثيًا معمقًا تناول فيه علاقة الذاكرة بالمكان والذات، واصفًا الكتاب بأنه "إعلان للحياة في مواجهة الإبادة".
شهادة من قلب غزة: الفن كطريق للبقاء
وقدّم الفنان إسماعيل مطر مداخلة تحدث فيها عن التحديات اليومية التي يعيشها الفنانون تحت القصف والحصار، مؤكدًا أن جامعة دار الكلمة منحتهم نافذة للانطلاق نحو العالم رغم قسوة الواقع.
ختام بصوت غزة
واختُتمت الأمسية برسائل صوتية للفنانات من داخل غزة، حملت مشاعر متناقضة بين الألم والأمل، وروت قدرة المرأة الغزّية على تحويل الفقدان إلى فعل إبداعي يلامس الوجدان.
وقد لاقت هذه الرسائل تفاعلًا واسعًا من الحضور الذين عبّروا عن تقديرهم لصمودهن.








0 تعليق