كشفت دراسة طبية حديثة أجراها فريق الباحثين بالمركز الطبي لمرضى السكري في جامعة كوين ماري بلندن عن العلاقة الوثيقة بين صحة الفم ومرض السكري، مشيرة إلى أن العناية بالفم جنبًا إلى جنب مع ضبط مستوى السكر في الدم تلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة الحياة وتقليل المضاعفات الصحية، رغم أن الدراسات عادةً ما تركز على القلب والكبد والكلى والعينين والقدمين، متجاهلة تأثير السكري على الفم، وفقًا لما نشرته مجلة ساينس ألرت.
كيف يؤثر السكري على الفم؟
ارتفاع مستويات السكر لفترات طويلة يؤثر على الأوعية الدموية والأعصاب، ويبطئ الشفاء، ويضعف قدرة الجسم على مكافحة العدوى، ما يجعل الفم أكثر عرضة للمشكلات الصحية.
وتشمل المضاعفات الشائعة:
جفاف الفم وانخفاض إفراز اللعاب
زيادة تسوس الأسنان
أمراض اللثة، بما في ذلك الالتهاب وفقدان العظام حول الأسنان
التهابات الفم مثل القلاع وقرح الفم
صعوبة ارتداء أطقم الأسنان وتغير حاسة التذوق
فقدان الأسنان في الحالات المتقدمة
وأوضحت الدراسات الحديثة وجود علاقة قوية بين داء السكري من النوع الثاني وشدة تسوس الأسنان، نتيجة ارتفاع السكر في الدم وتغير كمية ونوعية اللعاب.
أمراض اللثة وجفاف الفم
يكون مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة، حيث يرفع ارتفاع السكر نسبة السكر في اللعاب، ما يتيح للبكتيريا إنتاج أحماض تهيّج اللثة وتضر العظام الداعمة للأسنان، ما قد يؤدي إلى تخلخل الأسنان أو فقدانها. ويُظهر الحفاظ على مستويات السكر ضمن النطاق الطبيعي، مع العناية اليومية بالفم، قدرة كبيرة على تقليل هذا الخطر.
يعاني نحو 20% من السكان من جفاف الفم، وتزيد النسبة لدى النساء وكبار السن، كما يمكن لبعض الأدوية أن تفاقم المشكلة. ويلعب اللعاب دورًا أساسيًا في حماية الأسنان من التسوس والحفاظ على صحة الفم بشكل عام، خصوصًا لمرتدي أطقم الأسنان، حيث يخفف التهيج ويثبت الأطقم ويقلل الالتهابات.
العناية بأطقم وزراعة الأسنان
تتطلب أطقم الأسنان تنظيفًا يوميًا وإزالتها ليلاً، مع العناية باللثة واللسان واستخدام محاليل تنظيف مناسبة، إضافة للفحوصات الدورية، لتسهيل تناول الطعام والحد من المخاطر الصحية.
وتعد زراعة الأسنان خيارًا مهمًا لتعويض الأسنان المفقودة، لكن نجاح العملية يعتمد على السيطرة على مرض السكري قبل الإجراء، إذ إن ارتفاع السكر يبطئ الشفاء ويزيد خطر العدوى، ويؤثر على التصاق العظم بالزرعة.
وأشارت الدراسة إلى أن الفم السليم واللثة والعظام المستقرة، إلى جانب النظافة اليومية، تشكل قاعدة أساسية لنجاح جميع إجراءات الأسنان والحفاظ على صحة مرضى السكري.










0 تعليق