عقد ممثلو كنائس آسيا والمحيط الهادئ وشركاء مجلس الكنائس العالمى اجتماعًا فى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على اعتماد إعلان ومنهج عمل بكين الصادر عام 1995، والذى يعد أحد أهم المرجعيات الدولية المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وتناول المشاركون خلال الاجتماع مراجعة شاملة لاهوتيًا وسياقيًا وعمليًا للالتزامات التى حملها إعلان بكين، وما تواجهه من تحديات فى السياق العالمى الراهن.
إعلان جاكرتا 2025: رؤية للماضى والمستقبل
وأسفر اللقاء عن إصدار “إعلان جاكرتا 2025: الشهادة وتوقع العدالة الجندرية فى الوحدة والتنوع”، والذى يعيد تأكيد التزام مجلس الكنائس العالمى بمواصلة العمل من أجل العدالة الجندرية وتعزيز مشاركة النساء داخل المؤسسة ecclesia وداخل المجتمعات.
ويشير الإعلان إلى أن تحقيق العدالة الجندرية يستلزم تغييرًا جوهريًا فى هياكل القوة، مع التأكيد على أن النساء والفتيات ذوات الإعاقة يواجهن عقبات أكبر فى مجالات المشاركة والقيادة والتعليم والحماية والفرص الاقتصادية.
تمثيل متساوٍ للنساء قبل عام 2030
ويتضمن الإعلان هدفًا صريحًا يقضى بتحقيق تمثيل متساوٍ للنساء فى جميع وفود المجلس وهيئات القيادة بحلول 2030، مع التشديد على ضرورة أن تعكس أماكن العبادة والموارد الدينية واللاهوتية التنوع الكبير فى تجارب النساء باختلاف الثقافات والأعمار والقدرات.
الفقر والتهجير والعنف البيئى… تحديات مشتركة
ويؤكد الإعلان التزام المجلس بالعمل المسكونى (Diakonia)، مع الإشارة إلى أن تفاقم الفقر بين النساء، وتزايد تعرضهن للعنف البيئى والاجتماعى، والنزوح والنزاعات، هى قضايا متقاطعة تواجهها النساء فى مختلف التقاليد الدينية، الأمر الذى يستدعى تضامنًا عمليًا وسياقيًا.
ويخصّ الإعلان بالذكر نساء الشعوب الأصلية ونساء جزر المحيط الهادئ، مؤكدًا ما يتحملنه من آثار تغير المناخ وارتفاع مستوى البحر، إضافة إلى الإشادة بشجاعة نساء غرب بابوا فى مواجهة العسكرة والعنف القائم على النوع الاجتماعى وتآكل الهوية الثقافية.
عدالة جندرية مترابطة مع العدالة البيئية وفك الاستعمار
ويؤكد الإعلان، انسجامًا مع مواقف مؤتمر كنائس المحيط الهادئ، أن العدالة الجندرية فى المنطقة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعدالة البيئية والعدالة النووية وفك الاستعمار، والنضال من أجل السيادة والكرامة الإنسانية.
كما يشدد النص على ضرورة الاستفادة من حكمة النساء فى المجتمعات الأصلية فى مجالات التفكير اللاهوتى وصنع السلام وتعزيز العدالة.
توسيع الشراكات وتعزيز الدور الأخلاقى للكنائس
ويدعو الإعلان إلى تعزيز الشراكات بين المجتمعات الدينية والحركات الإنسانية العالمية، مؤكدًا أن القيم الأخلاقية المشتركة بين الديانات تقوم على حماية كرامة النساء والفتيات والأطفال والأشخاص ذوى الإعاقة.
ويشدد النص على أن الكنائس مطالبة بأن تكون عاملًا فاعلًا فى دعم الحقيقة والشفاء، وألا تقف صامتة أمام أى شكل من أشكال الظلم.
دعوة إلى خطوات عملية داخل الكنائس الأعضاء
ويختتم الإعلان بدعوة جميع الكنائس الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات محلية ملموسة لدعم قضايا العدالة الجندرية، وتوفير الموارد اللازمة لبرامجها، ودمج مبادئها داخل نظم الحوكمة والتكوين والرعاية الرعوية والشهادة العامة.
ويؤكد النص الختامى:“نلتزم بالسير معًا فى شجاعة وتضامن، نحو مستقبل تتحقق فيه العدالة، ويتجسد فيه الشفاء، وتزدهر فيه الخليقة.”













0 تعليق