علامات خفية للتحرش الجنسي بالأطفال

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف عدد من الخبراء في الطب النفسي وأساتذة علم النفس التربوي عن علامات وصفوها بأنها "مشتركة" بين الأطفال الذين يتعرضون للتحرش، خاصة هؤلاء الذين يعانون نفسيًا جرّاء تهديدات بالقتل لهم أو لذويهم من جانب المعتدين عليهم.

وقال أستاذ علم النفس التربوي والمتخصص في علاج أمراض الأطفال النفسية مازن عمر إسماعيل، إن ارتفاع حوادث التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال ـ من الذكور والإناث ـ مؤشر على ضرورة أن يُدرك الوالدان خطورة ما يتعرض له أبناؤهم، وألا يكونوا مصدر ضغط إضافي عليهم.

وأضاف، وفقا الي سكاي نيوز عربيه أن بعض الآباء يضغطون على أبنائهم أو يلومونهم لأنهم أخفوا أمر تعرضهم للاعتداء الجسدي، لكن هذا الضغط يُعد كارثة أكبر، لأن الواقعة نفسها تمثل ضغطًا كبيرًا على نفسية الطفل الذي تصور أنه يحمي نفسه وأهله.

تهديدات

وتابع: "بعض الأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية ـ وفق ما شاهدنا وسمعنا من تحقيقات وأنباء ـ تعرضوا للتهديد بالكلام وبالأسلحة أحيانًا، حتى أن بعض المعتدين وصل بهم الأمر إلى تهديد الطفل بالذبح أو ذبح والديه إذا تحدث عما يتعرض له من اعتداء".

وفي السياق نفسه، أوضح إسماعيل أن هناك حاجة إلى أن يتفهم الآباء أن إخفاء الأمر من جانب أبنائهم كان سلوكًا صحيحًا بالنسبة لهم كأطفال، وفي الوقت نفسه يجب على الآباء إدراك وجود علامات معينة تشير إلى أن أطفالهم يمرون بأزمة دون أن يتكلموا.

تغيرات سلوكية

ولفت إلى أن أول هذه الأعراض هو وجود تغيرات سلوكية تطرأ على الطفل، وفي هذه الحالة تكون الأم الأكثر قدرة على تمييز هذه التغيرات، لأنها الأكثر تعاملًا مع ابنها أو ابنتها، ومن ثم فهي تلاحظ هذا التغير السلوكي من اللحظة الأولى، وعليها أن تتعامل معه بهدوء.

أما العرض الثاني، وفق الخبير النفسي، فهو رفض الذهاب إلى المدرسة لتجنّب رؤية المعتدي، وربما يرفض الطفل الجلوس مع الأقارب لأنه في هذه الحالة يكون مرتابًا في نوايا الجميع، وقد يعاني حالة من الخوف غير المبرر من التعامل مع أشخاص يراهم لأول مرة، وهي علامة مهمة.

وأردف: "العلامة الأهم كذلك هي الصمت غير المعتاد، حيث يلجأ عقل الطفل ـ كحيلة دفاعية منه ـ إلى الانعزال والصمت، في محاولة لإخفاء التفاصيل اليومية، بالإضافة إلى الشرود الدائم، وعدم اللعب بالأسلوب المعتاد، وبعض الأطفال قد يتحدثون مع أنفسهم فقط ولا يحادثون الآباء".
علامات جسدية ونفسية

وفيما يتعلق بالحركات التي قد يفعلها الطفل بجسده، قال الدكتور مازن عمر إسماعيل إن بعض الأطفال يصابون بالتبول اللاإرادي واضطرابات النوم، فهم يعيشون حالة رعب دائمة ويراقبون أنفسهم وجسدهم، وكثيرون لوحظ عليهم مصّ الأصابع كبديل للتحدث مع الكبار.

من جانبه، قال الخبير السلوكي محمد مهدي منصور إن هناك علامات أخرى تشير إلى أن الطفل يعاني ضغطًا أو تهديدًا، يجب على الآباء إدراكها سريعًا من خلال مراقبة سلوكيات أطفالهم، موضحًا أن الاعتداء لا يجب أن يكون جنسيًا حتى يتغير سلوك الطفل، ولكن المراقبة واجبة.

وأوضح"، أن الطفل الذي يتعرض للتحرش غالبًا ما يصاب بآلام جسدية خلال الفترة الأولى من هذه الاعتداءات، وهو ما يقوده إلى ألم غير معتاد أثناء التبرز، ويؤدي به ـ بشكل تلقائي ـ إلى اضطرابات في الطعام.

بالإضافة إلى ذلك، وفق منصور، يكون الطفل عرضة للإصابة بالعصبية وسرعة الانفعال، وهو سلوك طبيعي يكون ناتجًا عن اضطرابات النوم التي تترتب على الكوابيس والأحلام المزعجة التي دائمًا ما تراوده، ويكون محورها الشخص الذي اعتدى عليه أو هدده.

وأشار إلى أن الأطفال في هذه المرحلة يصابون بحالة شديدة من الحساسية تجاه أجسادهم، فيتجنبون الملامسة مع الآباء، كما يتجنبون تبديل الملابس أو الاستحمام أمام أحد الوالدين، في محاولة منهم لإخفاء علامات التعدي الجنسي عليهم.

إرشادات للوقاية

ولتجنب التعرض لمثل هذه الاعتداءات، حدّدت استشارية الطب النفسي وعلاج الإدمان نهاد أبو السعد مجموعة من التعليمات التي يجب على الآباء تعليمها لأطفالهم، وأهمها تعريفهم بمفهوم التحرش الجنسي من خلال لغة مبسطة تتناسب مع عقليتهم كأطفال.

وأكدت  وفقا الي سكاي نيوز عربيه أن هناك حاجة ماسّة إلى زرع مفهوم تعزيز الجسد في نفس الطفل، من خلال تعليمات بعدم السماح لأي شخص بلمس الأجزاء الخاصة والحساسة من أجسادهم، وتحديد هذه الأماكن الخاصة بلغة واضحة لا لبس فيها.

وشددت على ضرورة وضع قواعد عامة يتم تطبيقها في البيت والمدرسة والنادي والشارع، أهمها عدم دخول الطفل المرحاض مع أي شخص آخر، وكذلك عدم الجلوس بمفرده في أي أماكن معزولة، والحرص على الوجود بجانب زملائه أو أقاربه أو والديه.

وإلى جانب ذلك، وفق الخبيرة النفسية، يجب على الآباء التشديد على أبنائهم بعدم قبول الحلوى أو أي شيء يُؤكل أو يُشرب من الغرباء، إلا في حالة واحدة وهي وجود الوالدين وموافقتهما، لأن المعتدي يحاول شراء ودّ الطفل من خلال هذه الأشياء البسيطة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق