سلام على حافة الانفجار.. أوكرانيا تطيح بالشروط الروسية وأوروبا تحذر من وهم التقدم

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كييف تسقط بنودًا جوهرية من «الخطة ذات النقاط الـ28» وتعيد هندسة الوثيقة لتتوافق مع خطوطها الحمراء الإقليمية والسيادية
 


في سباق دبلوماسي محموم يختلط  فيه الضغط العسكري بتقلبات السياسة الدولية، تدخل خطة السلام الأمريكية المعدّلة بشأن الحرب في أوكرانيا منعطفًا حاسمًا، بعد أن شرعت كييف في إعادة صياغة جوهر المبادرة الأصلية التي وُصفت منذ تسريبها بأنها أقرب إلى الرؤية الروسية منها إلى أي تصور غربي.

بينما تُسقط أوكرانيا بنودًا جوهرية من «الخطة ذات النقاط الـ٢٨»، وتعيد هندسة الوثيقة لتتوافق مع خطوطها الحمراء الإقليمية والسيادية، تتصاعد التحذيرات الأوروبية من وهم التقدم السريع، في وقت يواصل فيه الكرملين التشدد والمطالبة بصياغات جديدة تعيد تثبيت مطالبه التقليدية.

مسار التفاوض

تتزامن هذه التحركات مع نشاط سياسي أمريكي مكثّف، قد يبلغ ذروته بلقاء محتمل بين فولوديمير زيلينسكي ودونالد ترامب في البيت الأبيض، وسط مؤشرات على انقسام داخل الدبلوماسية الغربية بشأن مسار التفاوض وشروطه. 
وبينما يصف الوفد الأوكراني النسخة المعدلة بأنها «أكثر واقعية»، وتبدي واشنطن نبرة تفاؤل حذرة، تُسارع موسكو إلى تفكيك أي بصيص توافق، رافضةً المقترحات الأوروبية، ومتمسكة بمكاسبها الميدانية. هكذا تتبلور معادلة جديدة: محادثات سلام تُراجَع على الطاولة، فيما يواصل الطرفان عدّ قتلى الليلة السابقة على الجبهات.
وقال أشخاص مطلعون على المفاوضات، إن أوكرانيا عدلت بشكل كبير «خطة السلام» الأمريكية لإنهاء الصراع، حيث أزالت بعض المطالب الروسية المتطرفة، في حين حذر زعماء أوروبيون يوم الاثنين من أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق بسرعة.
أشارت مصادر إلى أن فولوديمير زيلينسكي قد يلتقي دونالد ترامب في البيت الأبيض لاحقًا هذا الأسبوع، وسط سيل من الاتصالات بين كييف وواشنطن. وتضغط أوكرانيا على أوروبا للمشاركة في المحادثات. 

 الخطة الأمريكية الروسية

وُضعت الخطة الأمريكية الروسية الأصلية، المكونة من ٢٨ نقطة، الشهر الماضي من قِبل كيريل دميترييف، المبعوث الخاص لفلاديمير بوتين، وممثل ترامب ستيف ويتكوف. وتدعو الخطة أوكرانيا إلى الانسحاب من المدن التي تسيطر عليها في منطقة دونباس الشرقية، والحد من حجم جيشها، وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
خلال المفاوضات التي جرت يوم الأحد الماضي في سويسرا، بقيادة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، ورئيس مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، خضعت الخطة لمراجعة جوهرية، حيث لم تعد تتضمن سوى ١٩ نقطة. وتقول كييف وشركاؤها الأوروبيون إن خط المواجهة الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق لأي مناقشات إقليمية.
وقال زيلينسكي: «حتى الآن، بعد جنيف، هناك عدد أقل من النقاط، لم يعد ٢٨، وتم دمج العديد من العناصر الصحيحة في هذا الإطار»، مضيفًا أنه ستتم مناقشة القضايا الحساسة مع ترامب. 
وقال يوري أوشاكوف: «لقد حصلنا على نوع من المسودة... والتي سوف تتطلب إعادة صياغة إضافية»، مضيفًا أن «العديد من أحكام» الخطة تبدو مقبولة بالنسبة لروسيا، لكن البعض الآخر «سيتطلب مناقشات ومراجعة أكثر تفصيلًا بين الأطراف».
وفي تأكيد على موقف الكرملين المتشدد، قال أوشاكوف إن موسكو سترفض الاقتراح الأوروبي المضاد المقدم في نهاية الأسبوع، والذي يغير، وفقا لنسخة اطلعت عليها رويترز، معنى وأهمية النقاط الرئيسية المتعلقة بعضوية حلف شمال الأطلسي وأراضيه.
وقال «إن الخطة الأوروبية تبدو للوهلة الأولى غير بناءة على الإطلاق ولا تناسبنا».
بينما كان المفاوضون يبذلون قصارى جهدهم لمراجعة إطار العمل، أحصت أوكرانيا وروسيا الخسائر صباح الثلاثاء الماضي بعد تبادل غارات جوية دامية خلال الليل.
وصرح القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف الروسية بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الغارات الأوكرانية. 
وأعلنت السلطات في كييف مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة سبعة آخرين في العاصمة، بعد استهداف قطاع الطاقة في البلاد بوابل من الصواريخ والطائرات المسيرة.
تفاجأت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بتسريب الخطة الأصلية إلى وسائل الإعلام الأمريكية. 

 وفد عسكري

أُرسل وزير الجيش، دان دريسكول -صديق فانس وزميل دراسته الجامعية- إلى كييف برفقة وفد عسكري لإطلاع زيلينسكي على محتواها.
منذ ذلك الحين، سعت الحكومات الأوروبية إلى مراجعة الوثيقة، التي يبدو أنها كُتبت أصلًا باللغة الروسية.
رحّب قادة الاتحاد الأوروبي الذين حضروا قمة الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في أنجولا ببعض التقدم، لكنهم قالوا إنه لا يزال هناك الكثير ما يتعين القيام به، وأصرّوا على ضرورة مشاركة أوروبا بشكل كامل وحضور روسيا إذا أُريد للمحادثات أن تتقدم بشكل جوهري.
وأشاد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بالزخم الجديد، قائلا بعد المحادثات على هامش القمة إنه في حين لا تزال هناك مشاكل، فإن الاتجاه إيجابي. 
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين «إطار السلام المحسن» المتفق عليه في سويسرا بأنه «أساس متين للمضي قدمًا»، لكنها أضافت: «لا يزال هناك عمل يتعين القيام به».
وقالت فون دير لاين إن المبادئ الأساسية التي يصر الاتحاد الأوروبي دائمًا على ضرورة احترام أراضي أوكرانيا وسيادتها - فقط أوكرانيا، كدولة ذات سيادة، يمكنها اتخاذ القرارات بشأن قواتها المسلحة.

طاولة المفاوضات

قال المستشار الألماني، فريدريش ميرز، إنه يجب على كل من أوروبا وروسيا المشاركة الكاملة.
وأضاف: «الخطوة التالية يجب أن تكون: على روسيا الجلوس إلى طاولة المفاوضات»، بينما يجب أن يتمكن الأوروبيون من الموافقة على «القضايا التي تؤثر على المصالح والسيادة الأوروبية».
ستكون المحادثات عملية طويلة الأمد، وصرح ميرز بأنه لا يتوقع تحقيق تقدم كبير هذا الأسبوع. 
وقال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، إن المحادثات حساسة لأن لا أحد يريد أن يثني الأمريكيين والرئيس ترامب عن دعم الولايات المتحدة في هذه العملية.
كما شدد توسك على أن أي تسوية سلمية يجب أن تعزز أمننا، لا أن تُضعفه، ويجب ألا تصب في مصلحة المعتدي. 
وقال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، إنه يجب إجبار روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لنرى «العدوان... لن يُجدي نفعًا».

906d9024e9.jpg
العدد الورقي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق