نفى البيت الأبيض بشكل قاطع، الثلاثاء، ما تردد حول تفكير الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في إقالة كاش باتيل من منصبه كمدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وذلك بعد تقارير إعلامية أثارت جدلًا واسعًا.
وكانت شبكة «إم إس ناو» الإخبارية قد نشرت تقريرًا نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة يشير إلى أن الرئيس وفريقه يشعرون بإحباط متزايد بسبب العناوين السلبية المرتبطة بباتيل خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أثار تكهنات واسعة بشأن مستقبل الأخير داخل الإدارة الأمريكية. لكن البيت الأبيض سارع إلى نفي هذه الأنباء، مؤكدًا أن ما ورد ليس سوى معلومات غير دقيقة ولا أساس لها من الصحة.
ووفقًا لما ذكرته «إم إس ناو»، فإن ترمب وبعض كبار مساعديه أعربوا في أحاديث مع حلفائهم عن أن الرئيس يدرس بالفعل إمكانية استبدال باتيل، وأن اسم آندرو بيلي، أحد كبار مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي، مطروح ليكون بديلًا محتملًا. إلا أن هذه الرواية واجهت اعتراضًا صارمًا من البيت الأبيض الذي وصف التقرير بأنه “مختلق بالكامل”، مشيرًا إلى أن الهدف منه إثارة بلبلة إعلامية لا أكثر. وقد عزز هذا النفي الصورة التي نشرتها المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على منصة «إكس»، والتي جمعت ترمب وباتيل داخل المكتب البيضاوي في اليوم نفسه الذي نُشر فيه التقرير.
وقالت ليفيت إن المناقشات التي أثيرت بشأن خلافات داخلية أو نية للإقالة ليست صحيحة، مؤكدة أن العلاقة بين الرئيس وكاش باتيل قوية وأن التعاون مستمر بينهما في إطار مهام منصبه. وأضافت أن الاجتماع الذي عقده ترمب مع باتيل يُظهر بوضوح أن الأنباء حول الإقالة لا تمت للواقع بصلة، حيث بدا الرئيس في الصورة وهو يمازح باتيل بشأن التقرير قائلًا: “ماذا؟ هذا محض كذب. هيا يا كاش، لنلتقط صورة لنريهم أنك تقوم بعمل رائع!”. ويأتي هذا الرد من البيت الأبيض في محاولة لحسم الجدل الذي أثاره التقرير، خصوصًا في ظل حالة الاهتمام الإعلامي المتزايد بالشخصيات القيادية داخل الإدارة الأمريكية، وما قد يترتب على أي تغييرات محتملة من انعكاسات سياسية وأمنية.
وتشير المتابعات السياسية في واشنطن إلى أن مثل هذه التقارير كثيرًا ما تظهر في لحظات حساسة، خاصة حين تدور نقاشات داخلية حول أداء بعض المسؤولين. لكن البيت الأبيض أكد أن الإدارة تركز حاليًا على الملفات الأكثر أهمية، وأن التكهنات حول تغييرات في المناصب العليا غير دقيقة. ويعكس هذا الموقف حرص الإدارة الأمريكية على إبقاء صورة الاستقرار داخل الفريق القيادي، في وقت تتصاعد فيه التحديات والملفات المعقدة على المستويين المحلي والدولي.







0 تعليق