أكد السفير الفلسطيني في الجزائر فايز أبو عطية أن القضية الفلسطينية ستظل تمثل محورًا ثابتًا في السياسة الجزائرية التي لم تتغير منذ عقود، مشيرًا إلى أن دعم الجزائر المتواصل يعكس التزامًا عميقًا بجوهر القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأوضح السفير أن الجزائر قدّمت ثمنًا كبيرًا نتيجة ثباتها على مواقفها، ما جعلها واحدة من أكثر الدول العربية انسجامًا مع مبادئ التحرر والعدالة المرتبطة بـ القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن هذا الثبات لم يكن مجرد خطاب، بل ممارسة فعلية أثرت إيجابًا في الساحة الدولية وساهمت في رفع صوت القضية الفلسطينية في المحافل الدبلوماسية.
وفي تعليقه على تصويت الجزائر لصالح مشروع القرار الأمريكي المتعلق بغزة، أوضح أبو عطية أن الخطوة جاءت متماشية مع توجهات القيادة الفلسطينية والدعم العربي المشترك، مشددًا على أن المبادرة اعتمدت على نتائج قمة شرم الشيخ، وهو ما جعل التحرك الجزائري جزءًا من رؤية جماعية تخدم مصلحة القضية الفلسطينية وتفتح المجال أمام جهود تهدف لوقف العدوان على غزة.
وأضاف أن الجزائر تحركت وفق منطلقات دبلوماسية واضحة تحافظ على وحدة الموقف العربي وتمنع أي مسار من شأنه إضعاف الصف الفلسطيني أو التشويش عليه.
كما أشاد السفير بتأكيد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف على ضرورة التعامل مع المؤسسات الفلسطينية الرسمية، وعلى رأسها منظمة التحرير والسلطة الوطنية، باعتبارهما الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
واعتبر أن هذا المبدأ يعزز الشرعية الوطنية ويمنح القضية الفلسطينية دعمًا إضافيًا على المستوى الدولي، كما يعكس احترام الجزائر لسيادة القرار الفلسطيني.
وأشار أبو عطية إلى الدور المؤثر الذي تلعبه الجزائر داخل مجلس الأمن في الدفاع عن غزة، لافتًا إلى أن صوتها كان عاملًا أساسيًا في توجيه مواقف بعض القوى الكبرى نحو مقاربات أكثر إنصافًا، بما في ذلك الولايات المتحدة، وذلك في اتجاه وقف العدوان ودعم الحقوق الفلسطينية. وأكد أن هذا الحضور الدبلوماسي النشط يعزز من قدرة الفلسطينيين على مواجهة الضغوط الدولية التي تحاول الانتقاص من حقوقهم.
وفي ختام حديثه، شدد السفير على أن الشعب الفلسطيني يحتفظ للجزائر، قيادة وشعبًا، بامتنان كبير لمواقفها الثابتة، مؤكدًا أن بوصلة الجزائر ستبقى موجهة نحو دعم المسار الوطني الفلسطيني ومواجهة كل المحاولات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. وأضاف أن الجزائر ستظل السند التاريخي والعمود المنيع الذي يقف إلى جانب الفلسطينيين في مختلف المراحل.













0 تعليق