الدفاع المدني في غزة: جهود مصرية كبيرة لاحتواء تداعيات موجة الأمطار

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، أن القطاع شهد خلال الساعات الماضية موجة أمطار غزيرة تسببت في أضرار واسعة، مشددًا على أن الجهود المصرية لعبت دورًا محوريًا في احتواء تداعيات المنخفض الجوي، من خلال تقديم دعم لوجستي وإغاثي عاجل، وتوجيه مساعدات للمتضررين في المناطق الأكثر تضررًا داخل القطاع.

وبحسب تصريحات بصل، فإن الأمطار الغزيرة التي هطلت على القطاع أدت إلى غمر عدد من الشوارع والمناطق السكنية بالمياه، خاصة في الأحياء التي تعاني أصلًا من ضعف شبكات الصرف الصحي، ما تسبب في دخول المياه إلى منازل عدة عائلات. وأوضح أن الدعم المصري شمل تزويد الدفاع المدني بمضخات شفط ووسائل نقل وآليات مساعدة، ساعدت الطواقم العاملة في التعامل مع ارتفاع منسوب المياه بسرعة أكبر مقارنة بالإمكانات المحلية المحدودة.

وأشار المتحدث إلى أن موجة الأمطار جاءت في وقت يعاني فيه القطاع من تدهور كبير في البنية التحتية، نتيجة سنوات من الحصار والتدمير المتكرر للمرافق العامة. وانعكس ذلك في بطء تصريف المياه وفشل العديد من خطوط الصرف في التعامل مع الكميات الكبيرة من الأمطار، ما تسبب في أعباء إضافية على طواقم الدفاع المدني التي تعمل بقدرات تشغيلية محدودة.

وأوضح بصل أن فرق الدفاع المدني تعمل منذ ساعات الفجر على فتح الطرق الرئيسة التي تراكمت فيها المياه، إلى جانب إنقاذ عدد من العائلات التي حاصرتها الأمطار داخل منازلها، وتم نقلهم إلى أماكن أكثر أمانًا. وأكد أن الدعم المصري ساهم في تسريع عمليات التدخل، خصوصًا في المناطق المنخفضة التي تتكرر فيها حالات الغمر خلال فصل الشتاء.

يأتي هذا في وقت تشهد فيه غزة حالة من القلق المتزايد مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تتوقع الأرصاد الجوية استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي خلال الأيام المقبلة، ما يزيد من احتمالات تفاقم الأضرار. وأوضح بصل أن الدفاع المدني يعمل على تجهيز نقاط طوارئ إضافية لمواجهة أي منخفض جوي جديد، في ظل استمرار نقص المعدات الأساسية مثل المضخات والوقود.

وتعكس الاستجابة المصرية، بحسب مراقبين، حرص القاهرة على دعم سكان القطاع في ظل الظروف الإنسانية الصعبة، حيث وصلت خلال اليومين الماضيين شحنات مساعدات إنسانية تضم مواد إيواء، وأغطية، ومواد غذائية، إلى جانب معدات فنية تساعد في التعامل مع آثار المنخفض الجوي. وأكدت مصادر محلية أن التنسيق المصري–الفلسطيني مستمر على مدار الساعة لتقييم الاحتياجات وتوجيه الدعم وفق الأولويات الطارئة.

على الصعيد الإنساني، أشار المتحدث إلى أن مئات العائلات باتت بحاجة إلى مساعدات فورية، سواء من حيث توفير أماكن إيواء آمنة أو تقديم مساعدات غذائية، خاصة للعائلات التي تضررت منازلها بشكل كامل أو أصبحت غير صالحة للسكن بسبب تسرب المياه. وفي هذا السياق، دعا بصل المؤسسات الدولية والهيئات الإغاثية إلى تقديم دعم عاجل، محذرًا من أن استمرار المنخفضات الجوية دون توفير احتياجات الطوارئ قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

ويشير خبراء إلى أن موجة الأمطار تُمثل اختبارًا صعبًا لقدرة البنية التحتية في غزة على الصمود في ظل الظروف الراهنة، مؤكدين أن الدعم الإقليمي، وعلى رأسه الدعم المصري، يلعب دورًا أساسيًا في الحد من تداعيات الأزمات الموسمية، خاصة في المناطق الهشة التي تفتقر لمقومات الحماية من المخاطر المناخية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق