بدأ الشتاء في مصر يفرض على الناس طقوسه اليومية، حيث تبحث العائلات والشباب على حد سواء عن مشروبات تمنحهم الدفء وتضفي شعورًا بالراحة وسط برودة الأجواء، وأثبتت الدراسات الغذائية، مثل تقرير المركز القومي للتغذية، أن المشروبات الدافئة تساعد على ترطيب الجسم وتعويض الطاقة، كما تخفف من تأثير برودة الجو على المزاج.
ويعكس شرب العصائر الشتوية الدافئة في مصر أكثر من مجرد عادات غذائية، فهو يمثل لحظة راحة ونزهة داخل المنزل أو في المقاهي، ويجمع بين التقليد والحداثة في آن واحد، فمع كل موسم شتاء، تستمر هذه المشروبات في الاحتفاظ بمكانتها، وتصبح جزءًا من التفاصيل اليومية التي تمنح الناس شعورًا بالدفء والطمأنينة وسط برودة الحياة اليومية.
أفضل المشروبات الشتوية
السحلب… دفء تقليدي وذكريات الطفولة
عاد السحلب ليحتل مكانة الصدارة بين المشروبات الشتوية، حيث يمتاز بقوامه الكريمي ورائحته الزكية التي تجمع بين الحليب والمكسرات والقرفة، فمع كل موسم شتاء، تشهد المقاهي الشعبية والمنازل المصرية ارتفاعًا ملحوظًا في إقبال الزبائن على السحلب، إذ يعتبره الكثيرون أكثر من مجرد مشروب، بل رمزًا للدفء والذكريات، ويحضّر السحلب بسهولة في المنزل، ويُقدّم ساخنًا مع رشّة قرفة أو فستق مجروش، ويُعد خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن لحظة استرخاء بعد يوم طويل، أو للقاءات العائلية البسيطة.
القرفة… رائحة الشتاء الدافئة
استعادت القرفة مكانتها بين المشروبات الشتوية، حيث تنتشر في المقاهي والأسواق على هيئة أعواد مطحونة أو مشروب دافئ، حيث يُعدّ كوب القرفة الساخن تجربة حسية ممتعة، إذ تمتزج رائحته مع الهواء البارد، ويشعر المرء بالدفء منذ الرشفة الأولى، ويفضل كثيرون إضافة الحليب أو العسل لإضفاء نكهة أكثر اعتدالًا، بينما يرى آخرون أنه يكفي بماء ساخن لإظهار طعمه الطبيعي المميز.
الكركديه الساخن… مشروب صيفي يتحوّل لشتوي
تغيّر الكركديه حضوره وفق الموسم، فهو يُستهلك باردًا في الصيف، ويُصبح ساخنًا مع انخفاض درجات الحرارة، حيث تغلي أزهار الكركديه المجففة في الماء، ثم يُضاف السكر حسب الرغبة، ليقدّم مشروبًا دافئًا بلون أحمر غني وطعم منعش قليلًا، كما يعتبر خيارًا صحيًا، لاحتوائه على مضادات الأكسدة وقدرته على دعم صحة القلب وضغط الدم، مما يجعله منافسًا للسحلب والقرفة في جلسات الشتاء المصرية.
وإلى جانب السحلب والقرفة والكركديه، تنتشر مشروبات أخرى مثل الزنجبيل الساخن واليانسون وحليب اللوز، حيث تمتاز بتأثيرها المهدئ والدفء الذي تمنحه للجسم، وفي المقاهي الحديثة، تدمج بعض الوصفات هذه المشروبات مع مكونات مبتكرة مثل العسل أو الفواكه المجففة، لتصبح أكثر جاذبية للشباب الباحث عن تجربة مختلفة وممتعة.
0 تعليق