مجلس الكنائس العالمي يقود دعوة دينية من أجل عدالة مناخية تعيد الثقة والتعاون بين الشعوب

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شارك مجلس الكنائس العالمي، بالتعاون مع مؤسسات دينية من مختلف التقاليد، في تنظيم اللقاء الديني  بمقر الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بمدينة بيليم البرازيلية، في إطار فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP30).
جمع اللقاء، الذي استمر ثلاث ساعات وشارك فيه الحاضرون حضورًا مباشرًا وافتراضيًا، قيادات دينية من مختلف الأديان بهدف تنسيق جهودهم للدفاع عن العدالة المناخية، وبحث سبل الانتقال من التأمل الأخلاقي إلى العمل الأخلاقي الفعلي.

حوار ديني لتجديد الثقة والعمل المشترك

افتتح القس روميو مارتيني من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في البرازيل اللقاء مرحّبًا بالمشاركين، تلاه عرض حواري ضمّ الأسقف بيدفورد شتروم، رئيس اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي، وليندسي فيلدر كوك من مكتب كويكر لدى الأمم المتحدة، ونوني رياينو من جماعة برهما كوماريس الروحية.

خلال مداخلته، أوضح الأسقف بيدفورد شتروم الأسس اللاهوتية والأخلاقية للعدالة المناخية، مذكّرًا بأن مجلس الكنائس العالمي أطلق في يونيو الماضي “العقد المسكوني للعمل من أجل العدالة المناخية”.
وأضاف “شتروم” باننا نحن ندعو إلى العمل من أجل العدالة المناخية، لأننا نؤمن أن هذه ليست مجرد قضايا سياسية، بل قضايا إيمانية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإيماننا بالله الخالق والمسيح والروح القدس، فحين نقول إن الله خلقنا، فإننا نؤكد أيضًا أنه خلقنا مع الخليقة غير البشرية، ما يجعلنا إخوة وأخوات في علاقة واحدة مع الكون كله".

رواية القصص... وسيلة للتأثير وبناء الوعي

تحدث الأسقف عن أهمية السرد في الدعوة البيئية قائلاً: علينا أن نروي قصص الذين التقيناهم  إخوتنا وأخواتنا، بمن فيهم الشعوب الأصلية الذين هم أول ضحايا تغيّر المناخ رغم أنهم الأقل إسهامًا في أسبابه.

مجموعات “تالانوا”... بحث عن الطريق المشترك

عقب الجلسة الحوارية، انقسم المشاركون إلى مجموعات نقاش صغيرة باستخدام منهجية تالاتاوا التقليدية المأخوذة من ثقافة السكان الأصليين في فيجي، والتي تقوم على الاستماع المتبادل وسرد القصص بدلاً من الجدل والنقاش الحاد.
وناقشت المجموعات، باللغات الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية، ثلاثة أسئلة محورية:
أين نقف الآن؟ إلى أين نريد أن نصل؟ وكيف نصل إلى هناك؟

وفي هذه الجلسات، شارك ممثلو الديانات المختلفة قصصهم ومبادراتهم وآمالهم، مؤكدين أهمية وضع المجتمعات الهشة والمتضررة من تغيّر المناخ في مركز الاهتمام.

ختام روحاني ورسالة وحدة

اختُتم اللقاء بلحظة تأمل روحي مشتركة ومائدة طعام جمعت المشاركين، في مشهد جسّد روح التضامن بين الأديان في خدمة المناخ والإنسان.

ومن المقرر أن تواصل الجماعات الدينية نشاطها طوال أسبوعي مؤتمر المناخ عبر عدد من الفعاليات، منها:

صلاة مسكونية مشتركة في كاتدرائية أنجليكانية يوم 13 نوفمبر، قداس مسكوني كبير يوم 16 نوفمبر، إلى جانب المشاركة في مناقشات رئيسية حول تمويل المناخ، والتكيف، وحقوق الشعوب الأصلية. 

قمة مصيرية للمناخ العالمي

وتُعدّ قمة COP30 محطة حاسمة في مسار العمل المناخي العالمي، إذ تُعقد هذا العام في منطقة الأمازون للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وتركّز على تنفيذ نتائج أول مراجعة عالمية شاملة (Global Stocktake)، والإعداد لتحديث المساهمات الوطنية لعام 2025، والتقدّم نحو تحقيق الهدف العالمي للتكيّف.

وترى الأوساط الدينية أن هذه القمة تمثّل فرصة لتجديد الخطاب الأخلاقي والروحي حول المناخ، وإبراز كيف يمكن لتعاليم الأديان أن تساهم في إعادة بناء الثقة والتعاون بين الأمم والشعوب من أجل حماية كوكب الأرض.

أخبار ذات صلة

0 تعليق