رغم نجاح «فيليب موريس» في تصنيع أكبر علامات تجارية في العالم للدخان التقليدي والاستحواذ على النسبة الأكبر في بيع منتجات التدخين التقليدية على مستوى العالم، غير أن رؤية «فيليب موريس» ترتكز على استبدال جميع السجائر بمنتجات خالية من الدخان في أسرع وقت ممكن بعدما أكدت الأبحاث العلمية أن هناك بدائل أقل خطورة من التدخين التقليدي.
فمنذ عام 2008 وحتى اليوم استثمرت الشركة 14 مليار دولار في البحث العلمي، و80% من الميزانية التجارية للشركة مخصصة للمنتجات الخالية من الدخان، ونجحت في تحويل 41 مليون مدخن بالغ حول العالم من التدخين التقليدي إلى المنتجات الخالية من الدخان والتي تقلل مستويات التعرض للمواد السامة بنسبة تصل إلى 95% مقارنة بالسجائر التقليدية.

فيليب موريس وجهت نحو 99.5% للأبحاث العلمية
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة فيليب موريس إنترناشونال، ياتشيك أولتشاك، أن الشركة وجهت نحو 99.5% من أبحاثها وتطويرها و80% من ميزانيتها التجارية نحو المنتجات الخالية من الدخان، موضحًا أن هذا التركيز يهدف إلى تحقيق رؤية مستقبل خالٍ من الدخان واستبدال السجائر التقليدية ببدائل أقل خطورة.
وقال أولتشاك:"السجائر لا يجب أن تظل الخيار الأسهل أو الوحيد. ففي عالم تتوفر فيه التكنولوجيا الخالية من الدخان، لا ينبغي أن يكون هذا هو الواقع."
وأضاف: "لقد كنا نقول إن التدخين يقتل منذ خمسين عامًا، ومع ذلك ما زال الناس يدخنون. حان الوقت للعمل استنادًا إلى ما يتيحه لنا العلم والتكنولوجيا اليوم. فبإيقاع التغيير الحالي قد يستمر التدخين لـ 299 عامًا أخرى — فهل نريد حقًا الانتظار كل هذا الوقت لحل المشكلة؟"
وأكد أن إزالة المفاهيم الخاطئة حول النيكوتين والاحتراق، وتوسيع الوصول إلى البدائل، خصوصاً في الجنوب العالمي حيث يعيش 80% من المدخنين، يمثل خطوة أساسية نحو التغيير.
تحديات كبيرة واجهت الشركة مع بداية الاعلان عن التبغ المسخن
وقال فريد دي وايلد رئيس منطقة جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، ورابطة الدول المستقلة في شركة فيليب موريس إنترناشونال: إنه منذ بداية الإعلان عن إنتاج التبغ المسخن، واجهت الشركة تحديات في بعض الدول، ولكن مع الوقت والتأكد من أنه أقل خطورة من التدخين التقليدي المعتمد على الحرق، الذي أثبتت الأبحاث أنه السبب الرئيسي للأمراض السرطانية، بدأ المنتج في الانتشار في 100 دولة حول العالم.
وأضاف : "لا نزال نواجه تحديات في بعض الدول خاصة دول الجنوب ذات التعداد السكاني المرتفع، ومنها الهند وفيتنام وتركيا، فهذه الدول وضعت صعوبات أقرب إلى منع تداول المنتج بجميع أنواعه داخل هذه البلاد، كما منعوا أيضاً مجرد الحديث والتفاوض والشرح العلمي لمفهوم التدخين البديل".
وأرجع ذلك إلى أن هذه الدول محاصرة بأعباء وتحديات داخلية، منها مشاكل اقتصادية وصحية تجعل الأنظمة والحكومات بها لا تستوعب ملفات أخرى تحتاج مناقشات ودراسات تضاف إلى أعبائها، وملف التبغ ليس من أولويات هذه الدول ولذلك تؤجل مناقشتها في أواخر أولوياتها.
وهناك تحدي كبير نواجهه وهو تداول المعلومات المضللة عن فكرة البدائل الخالية من الدخان من جمعيات تعمل لمكافحة التبغ، ولم تبذل جهداً حقيقياً لمتابعة الدراسات العلمية التي عمل بها مئات العلماء المتواجدين على مستوى العالم، وهو نوع من الأيديولوجية المترسخة والمتوارثة بمعلومات غير صحيحة تخلق نوعاً من الرفض لمجرد مناقشة الفكرة.
على صعيد آخر، هناك دول متفهمة لأهمية التغيير وهناك لغة حوار مشترك بيننا تصب في النهاية في محاولة التخفيف من الأمراض التي يسببها التدخين التقليدي، وتم تعديل تشريعاتها لتتقبل الفكرة وبالفعل نجحنا في هذه الخطوة، ومنتجاتنا حققت نجاحات كبيرة في هذه الدول، منها مصر واليابان والإمارات وغيرها.

1400 موظف منهم أكبر علماء و باحثين علي مستوي العالم
وأشار فريد دي وايلد إلى أن المراكز البحثية التي تمتلكها «فيليب موريس» يعمل بها ما يقرب من 1400 موظف منهم أكبر العلماء والباحثين على مستوى العالم في هذا الملف، وأطلقنا عام 2014 منتج "الأيكوس" وهو المنتج الأشهر في العالم الذي يعمل بنظام تسخين التبغ، بدلاً من حرقه مثل السجائر التقليدية.
ولفت إلى أن شركة فيليب موريس استحوذت عام 2022 على شركة Swedish Match العالمية بمنتجات جديدة بنسبة 90% ليصبح لدينا تنوع في المنتجات الخالية من الدخان والتي تناسب معظم المدخنين البالغين في العالم، ومنها أكياس النيكوتين والفيب وكذلك الأيكوس الذي نقوم بتصنيعه، وغيرها من المنتجات التي نعمل على تطوير التكنولوجيا والابتكار بها دائما.
وعن تواجد فيليب موريس في الشرق الأوسط، قال فريد دي وايلد: "نحن متواجدون بقوة وهناك وعي كبير عند الحكومات في هذا الملف"، وأشار إلى أنهم أنشئوا أحد المصانع الكبيرة على مستوى العالم في الأردن.
1.1 مليار مدخن على مستوى العالم
وتابع : "هناك أكثر من 1.1 مليار مدخن على مستوى العالم، وهو ما يجعلنا نجوب العالم للتوعية. وكما ذكرت، فإن دول المنع لا تصغي، وتحرم المدخنين البالغين في دولها من الاستفادة من المنتجات الخالية من الدخان، والتي تُعتبر أقل خطورة من السجائر التقليدية لأنها تقلل بشكل كبير من التعرض للمواد الكيميائية الضارة الناتجة عن احتراق التبغ، وهناك أسواق أخرى ترفض تداول المعلومة، وتسمح بوجود المنتج.. والمنتج والمعلومة مكملان لبعضهما لتقديم الوعي للمدخن"، مؤكداً ضرورة وجود مواصفة والرقابة عليها ومحاربة التهريب لمنتجات مقلدة تتسبب في أضرار وخيمة على المدخن.

تصحيح المفاهيم الخاطئة ودعم سياسات الصحة العامة المبنية علي العلم
واختُتم المؤتمر بكلمة توماسو دي جيوفاني، نائب رئيس الاتصالات والمشاركات في شركة فيليب موريس إنترناشونال، الذي شدد على أهمية دور التواصل القائم على الحقائق في تصحيح المفاهيم ودعم سياسات الصحة العامة المبنية على العلم، قائلًا:"عندما تفشل الاتصالات، تزدهر المعلومات المضللة، مما يغذي الارتباك والسياسات القديمة ويزيد الفجوة أمام الخيارات الأفضل."
وأضاف: "الهدف واضح، استبدال السجائر ببدائل خالية من الدخان في أقرب وقت ممكن. الصحة العامة تحتاج إلى سياسات مبتكرة قائمة على الحقائق، وليس على الأيديولوجيا، لتشجيع المدخنين البالغين على التحول ودعم الشركات التي تستثمر في بدائل أقل ضررًا."
واختتم حديثه مؤكدًا أن: "الشك صحي، لكن في النهاية ينتصر الابتكار دائمًا. لدينا العلم والتكنولوجيا، والآن نحتاج إلى عمل جماعي لتسريع وتيرة التغيير."
لم تكن هناك معلومات كافية لدى الأوساط الطبية والعلمية قبل طرح فكرة المنتجات البديلة في اليابان
وترصد توموكو إيدا، مديرة المشاركة العلمية الإقليمية – إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ورابطة الدول المستقلة بشركة فيليب موريس إنترناشونال، بدايات انتشار المنتجات الخالية من الدخان في اليابان وشرق آسيا، مشيرة إلى أنه لم تكن هناك معلومات كافية لدى الأوساط الطبية والعلمية قبل طرح فكرة المنتجات البديلة في اليابان.
وقالت: "كان علينا أن نطرح الفكرة بطريقة تثير اهتمام المجتمع العلمي، حتى نتمكن من عرض ما توصلنا إليه من منتجات بديلة.
وبعد 15 عامًا من العمل، نجحنا في بناء جسور تواصل مع كلٍّ من السويد واليابان، مما أتاح لنا تقديم تفاصيل أدق حول المنتجات الخالية من الدخان."
وأضافت أن غياب التشريعات المنظمة لتداول السجائر الإلكترونية بمختلف أنواعها أدى إلى مشكلات كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة قيام بعض المستخدمين بحقن أجهزة «الفيب» بمواد غير مطابقة للمواصفات، ما تسبب في حالات وفاة. وأوضحت أن هذه التجربة أكدت أهمية وضع معايير علمية دقيقة وتشريعات واضحة لضمان سلامة المنتجات المتداولة، وهو ما ساهم لاحقاً في إصدار قوانين تنظّم صناعة وتداول منتجات «الفيب» في الولايات المتحدة.
وقارنت ليدا بين المنتجات الخالية من الدخان والتدخين التقليدي، موضحةً أن جهاز «الأيكوس» الذي يعتمد على تسخين التبغ، ينتج نسبة مواد كيميائية ضارة بنسب أقل بنحو 95% مقارنةً بالتدخين التقليدي، في حين يقل «الفيب» بنسبة 99%، وأكياس النيكوتين بنسبة 99.8%.
وأكدت على أهمية دور الإعلام في رفع وعي المستهلكين البالغين بالمنتجات البديلة والخالية من الدخان، معتبرة أن التوعية والتصحيح العلمي للمفاهيم الخاطئة أهم بكثير من مجرد الترويج للمنتجات.
وفيما يتعلق بدور الذكاء الاصطناعي في جهود التوعية والحد من أضرار التدخين التقليدي، قالت: "نحن الآن في مرحلة جديدة نقوم فيها بجمع كمٍّ هائل من البيانات من مختلف أنحاء العالم، ونستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليلها والوصول إلى نتائج دقيقة. فالذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة في ظل وجود مئات الدراسات العلمية المتخصصة في مجالات الحد من المخاطر والمنتجات البديلة، ما يساعدنا على الحصول على المعلومات بسرعة ودقة لتقديمها للمجتمع العلمي."
واختتمت حديثها بالإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، موضحةً أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يخلط بين المعلومات ويقدّمها بشكل غير دقيق، مما يستدعي التعامل معه بحذر ومسؤولية عالية.

المفهوم الخاطئ عن التسويق بالمناطق الحرة أنها خاصة بالمطارات فقط، ولكن الواقع أن المناطق الحرة هي عبارة عن 7 منافذ
وقالت بيستي إيرمانر نائب رئيس الشركة لمبيعات الأسواق الحرة في شركة فيليب موريس إنترناشونال: إن المفهوم الخاطئ عن التسويق بالمناطق الحرة أنها خاصة بالمطارات فقط، ولكن الواقع أن المناطق الحرة هي عبارة عن 7 منافذ توزيع المطارات واحدة فقط منها، والموانئ، والحدود، والقواعد العسكرية في العالم، وسفن الشحن، والمعديات.
مؤكدة دور المناطق الحرة في مستقبل تسويق الدخان في العالم كله، وقالت: "إن المناطق الحرة منظومة عالمية فهي مسئولة عن 166 سوقاً في العالم كله، والمسافرين حول العالم كله 2.2 مليار مسافر سنوياً، منهم 350 مليون مدخن ومستخدم نيكوتين بالغ، ومنافذ التسويق الخاصة بفيليب موريس تساعدنا للوصول لهذه الشريحة، وهي نوع أيضاً من عرض منتجاتنا وتساعدنا على الوصول لمجتمعات جديدة لم ننتشر بها".
وعن حجم المبيعات في الأسواق الحرة في السوق المصري، أشارت إلى أن حجم إجمالي المبيعات لكل منتجات التبغ والسجائر التقليدية والإلكترونية في الأسواق الحرة 130 مليون دولار، ومنتجات فيليب موريس من اللفائف والمنتجات الجديدة على السوق الحرة المصري ارتفعت بنسبة 40% وهي نتيجة جيدة جداً.

المدخن للسجائر التقليدية يتناول 6000 مادة كيميائية نتيجة الحرق،
وأوضح د. ديفيد خياط، أستاذ علم الأورام بجامعة بيير وماري كوري بباريس، أنه كان من أشد المعارضين للبدائل الخالية من الدخان، فعند تناول المدخن للسجائر التقليدية فإنه يتناول 6000 مادة كيميائية نتيجة الحرق، لكن بعد إطلاعه على الدراسات المتنوعة لبدائل الدخان اكتشف أن النيكوتين ليس هو المادة المتسببة في الأمراض السرطانية والأمراض التي تصيب الرئة وغيرها من الأمراض المزمنة التي يسببها التدخين التقليدي، إنما حرق النيكوتين هو السبب الرئيسي في الإصابة بهذه الأمراض، فمنظمات عالمية أثبتت بالبحث العلمي أن النيكوتين مادة غير مسببة للأمراض السرطانية.
وينصح «خياط» أي مريض بالتوقف فوراً عن التدخين، بدلاً من تناول أي أنواع من بدائل الدخان، لكنه أشار إلى أن الإقلاع عن التدخين نسبته ضعيفة جداً، وأرجع ذلك إلى أن التدخين يعد نوعاً من الإدمان، وبحسب الدراسات فإن 64% من المدخنين يريدون الإقلاع عن التدخين لكن لا يستطيعون.
وقال: "إن فرنسا على سبيل المثال فشلت في إيجاد سبل لإقناع المدخن بالإقلاع عن التدخين، وإيجاد وسائل لمنع التدخين، ولم توجد بدائل تخفف من المخاطر التي يسببها التدخين التقليدي، وبالعلم وجدت بدائل تقلل من المخاطر التي يتعرض لها المدخن، عن طريق التبغ المسخن، أكياس النيكوتين، التبغ الممضوغ، والسجائر الألكترونية ليتحول العالم إلى عالم خال من الدخان، وهو ما بدأنا ننصح به المرضى من المدخنين البالغين لكي نحد من الأضرار التي يتعرض لها المدخن حال إصراره على تناول الجرعة التي اعتاد عليها من النيكوتين ولكن بطريقة أقل خطورة".











0 تعليق