انطلاق المؤتمر الصحفي قبيل افتتاح المتحف المصري الكبير

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انطلق منذ قليل المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير السياحة والأثار  شريف فتحى للكشف عن تفاصيل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، والمنتظر أن يحضره زعماء العالم. 

ويأتي المؤتمر بحضور إعلامي مصري وعالمي كبير،  وبحضور مجموعة من رواد الأعمال المصريين ومجلس أمناء المتحف، وهم المهندس أحمد عز والمهندس هشام طلعت مصطفى، ومحمد منصور رئيس مجموعة منصور، والمهندس خالد محمود عباس والمهندس حسن علام ومحمد الاتربي الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري  

منذ فجر التاريخ أراد المصري القديم أن تكون حضارته خالدة، فبنى ما يتحدى الزمن ويصمد أمام عوادي الدهر. واليوم، تؤكد مصر المعاصرة المعنى ذاته من جديد، لتثبت أن الهوية ليست ماضياً نحتفي به فحسب، بل طاقة حية نستمد منها القوة لبناء مستقبل يليق بما بدأه الأجداد. يأتي المتحف المصري الكبير تجسيدًا لهذه الفلسفة، فهو ليس مجرد صرح معماري أو مشروع أثري، بل إعلان جديد عن الدور الذي تلعبه مصر في صياغة الوعي الإنساني، ومساهمتها المستمرة في حوار الحضارات وإيمانها بأن التراث لا قيمة له إذا لم يتحول إلى قوة قادرة على إضاءة طريق المستقبل.

عبقرية الموقع الجغرافي 


يقف المتحف المصري الكبير على هضبة الجيزة، في خط بصري واحد مع أهراماتها الثلاثة، وكأنه امتداد طبيعي لها، يؤكد الاستمرارية بين الماضي والحاضر. يربط المتحف بين عبقرية الموقع وقدسية المكان، حيث تُطل واجهته المثلثة على مشهد الأهرامات في انسجام بصري فريد، يجمع بين الجغرافيا والتاريخ في لغة معمارية واحدة. ومن قلب القاهرة، وعلى خط واحد مع الأهرامات التي أدهشت العالم، تقف هذه المؤسسة الحضارية العملاقة لتقول للعالم: إن مصر لا تزال كما كانت دائمًا، قلب التاريخ وعقله وروحه.
يعتمد تصميم المتحف على رؤية معمارية تجمع بين البساطة والعظمة، وتستحضر رموز العمارة المصرية القديمة بطريقة معاصرة. المثلثات والزوايا الحادة في الواجهة تُعيد إلى الذاكرة صورة الهرم، رمز الخلود والخلود الأبدي. أما البهو العظيم الذي يستقبل الزائرين، فهو من أضخم فضاءات العرض في العالم، يحتضن تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 11 مترًا، إلى جانب المسلة المعلقة الوحيدة في العالم بوزن 110 أطنان، في مشهد يختصر عبقرية المصري القديم وقدرته على الجمع بين الفن والهندسة والعقيدة.

 

نصف مليون متر مربع 


ويمتد المتحف على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، تضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تغطي جميع عصور الحضارة المصرية القديمة. ولأول مرة تُعرض مقتنيات توت عنخ آمون كاملة في مكان واحد، تضم نحو 5,992 قطعة تعيد رسم ملامح العصر الذهبي للدولة الحديثة. كما يحتضن المتحف مراكب الملك خوفو، أقدم وأضخم المراكب الخشبية في التاريخ، والتي أعيد تركيبها دون استخدام مسمار واحد، في شهادة جديدة على عبقرية المصريين القدماء في الفنون والحِرف والهندسة.
ولا يقتصر المتحف على العرض الأثري فقط، بل يمثل مركزًا عالميًا للترميم والعلم والمعرفة. فهو يضم مركز ترميم عالميًّا يعد من الأكبر في العالم، ومكتبة بحثية ضخمة، وقاعات عرض تفاعلية تستخدم أحدث تقنيات العرض الرقمي، إضافة إلى قاعات للمؤتمرات والمعارض المؤقتة، ومجمعات تعليمية وثقافية تجعل من المتحف مؤسسة حضارية شاملة. هذه العناصر جميعها تجعل من المتحف ليس مجرد مكان لحفظ الماضي، بل مساحة تفاعلية تربط بين العلم والفكر والإبداع.
وتقوم رؤية المتحف على أن يكون مركزًا عالميًا للحضارة والحوار الثقافي، ومنصة لتقديم التاريخ الإنساني برؤية معاصرة. فهو لا يقدّم ماضي مصر كذكرى بعيدة، بل كعهد متجدد بينها وبين الإنسانية كلها، عهد يربط بين الحجر والإنسان، بين الفلك والفكر، بين ما كان وما سيكون. فالمتحف هنا ليس جدارًا يفصل بين العصور، بل مرآة تعكس وحدة الزمن واستمرارية الروح المصرية عبر القرون.
بهذا الافتتاح، تكتب مصر فصلاً جديدًا في كتاب الحضارة الإنسانية، فصلًا يبدأ من الماضي العريق ويمتد بخطى واثقة نحو المستقبل. يعلن المتحف أن القاهرة، مهد الحضارات، ما زالت قادرة على إبهار العالم وإثراء وعيه بما قدمته وما تزال تقدمه من نور ومعرفة. إنه ليس مجرد متحف، بل مشروع وطني عالمي الطابع، يجسد روح مصر القديمة ويترجم قدرتها على الإبداع والتجدد في كل عصر.
وفي زمن تتراجع فيه القيم الثقافية أمام تسارع العالم المادي، يظل المتحف المصري الكبير علامة فارقة تؤكد أن مصر ستبقى منارة للحضارة والوعي، تقدم للعالم درسًا جديدًا في معنى الهوية والاستمرارية، وتؤكد أن الحضارة الحقيقية لا تموت لأنها تظل قادرة على أن تولد من جديد، مثلما فعلت مصر دائمًا.

f5e1893ef7.jpg
2b12fec645.jpg
773cb1d2f5.jpg
e627a9e6e4.jpg
3a7e6c0f50.jpg
3062acf34b.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق