تنحي محمد خيري ماجد، محامي الشاب حامد اشرف حراجي الملقب بشهيد الشهامة بالبحر الأحمر، عن القضية في مرحلة الاستئناف وقدم المحامي مذكرة بالتنحي لمحكمة الجنايات.
جاء نص المذكرة كالتالي ..
منذ أن توليت الدفاع عن المتهم الأول في قضية حامد حراجى، المعروفة إعلاميا بقضية شهيد الشهامة بالغردقة، كان في وجدانى أن الحق لا يستخلص إلا بميزان العدل، وأن رسالة المحاماة ليست مجرد مهنة نمارسها، بل عهد نحمله على عاتقنا أمام الله والناس والتاريخ.
فى تلك المرافعة التي قدمت أمام محكمة جنايات البحر الأحمر، لم أكن أتحدث باسم متهم فحسب، بل باسم ضمير مهنى يؤمن بأن العدالة لا تعرف طريقها إلا عبر كلمة صادقة وحجة نزيهة وميزان لا يميل إلا للحق.
كانت مرافعتى أمام المحكمة- آنذاك- صوتا للعقل وسط ضجيج الغضب، وصورة للقانون أمام سطوة العاطفة، وهو ما لم يكن انتصارا لشخص أو دفاع، بل انتصار لمفهوم العدالة نفسها.
وبعد أن رأى حكم محكمة الجنايات الصادر فى هذه القضية، ما رأينا، وقضى بما طلبنا، استأنفت النيابة العامة ذلك الحكم لإهماله جميع طلباتها لا سيما فى مجال التوصيف والقيد، وهو ما أعاد طرح القضية برمتها أمام محكمة الجنايات المستأنفة، لتنظرها من جديد.
ومنذ تلك اللحظة، وجدت فى نفسى ما لا يمكن إسكاته، وجدت أن الضمير الذي وجهنى يوم بدأت، هو ذاته الذى يوجهنى اليوم لأن أتوقف، ليس تراجعا ولا خشية، ولا هروبا من مواجهة، بل احتراما لقداسة العدالة حين تشعر النفس أن دورها قد اكتمل، وأن استمرارها ربما يفسر بغير ما أرادته يوم أقسمت أن أكون صوت الحق.
لقد قمت بواجبى المهنى والأخلاقى على أكمل وجه، وأديت رسالتى كما يمليه على ضميرى، وها أنا أعلن اليوم تنازلى عن تمثيل المتهم الأول في مرحلة الاستئناف أمام محكمة الجنايات المستأنفة.
لقد انتهى دورى عند النقطة التى اكتمل فيها واجبى، وسأظل مؤمنا أن العدالة أكبر من الأشخاص، وأسمى من المناصب، وأن الله وحده هو العليم بذات الصدور.
رحم الله الطفل حامد حراجى، وأسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان.
وكانت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات البحر الأحمر، برئاسة المستشار وليد محمد دنانة، قد قضت بمعاقبة اثنين من المتهمين بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا، بينما عوقب المتهم الثالث بالسجن 7 سنوات، بعد إدانتهم بالاعتداء على المجني عليه وقتله طعنًا.
0 تعليق