ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن امتلاك موسكو للصاروخ المتطور بوريفستنيك قد يمنحها ميزة تفاوضية قوية في أي مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة بشأن مراقبة الأسلحة، خصوصًا في ظل التنافس العسكري المتزايد بين القوتين. وأشارت الصحيفة إلى أن قدرات صاروخ بوريفستنيك الاستثنائية تجعله أحد أكثر الأسلحة تقدمًا في الترسانة الروسية، إذ يتميز بقدرته على الطيران على ارتفاعات منخفضة ومسارات معقدة، مما يجعله قادرًا على تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية.
وأوضحت وول ستريت جورنال أن تطوير صاروخ بوريفستنيك يمنح موسكو ورقة ضغط جديدة في ملف مراقبة الأسلحة، ولا سيما في مواجهة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنشاء نظام الدفاع الصاروخي المعروف باسم "القبة الذهبية"، والذي يُتوقع أن تبلغ تكلفته نحو 175 مليار دولار ويُنفذ خلال أقل من ثلاث سنوات. وتعتقد الصحيفة أن الصاروخ الروسي الجديد يشكل "تهديدًا محتملًا" لمشروع القبة الذهبية بسبب قدرته على التحليق المنخفض وتجنب الكشف الراداري، ما يعزز موقف موسكو في أي مفاوضات نووية أو أمنية مقبلة.
ويأتي هذا التقرير بعد إعلان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف في 26 أكتوبر الجاري، عن الانتهاء من اختبارات صاروخ بوريفستنيك ذي المدى غير المحدود، والذي تمكن من التحليق لمدة 15 ساعة متواصلة لمسافة بلغت 14 ألف كيلومتر. وأكد غيراسيموف في تقريره إلى الرئيس فلاديمير بوتين أن التجربة أثبتت قدرة الصاروخ على تنفيذ جميع المناورات الرأسية والأفقية المطلوبة بدقة، إضافة إلى تجاوزه بنجاح وسائل الدفاع الصاروخي والرادارات المتقدمة.
وترى أوساط عسكرية أن امتلاك موسكو لهذه التكنولوجيا الجديدة سيغيّر موازين القوة في العالم، ويمنحها تفوقًا استراتيجيًا في محادثات مراقبة الأسلحة مع الولايات المتحدة، التي تحاول تطوير أنظمة دفاعية قادرة على مواجهة هذا النوع من التهديدات. ويؤكد الخبراء أن نجاح صاروخ بوريفستنيك في تجاوز جميع الأنظمة الدفاعية المعروفة قد يفتح مرحلة جديدة من سباق التسلح النووي، ويزيد من أهمية الحوار الدبلوماسي بين القوتين للحفاظ على الاستقرار العالمي.








0 تعليق