لاهوتيون يدعون إلى مراجعة الإرث في الفكر المسيحي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واصل المؤتمر السادس للإيمان والنظام المنعقد في وادي النطرون بمصر، عقد فعالياته حيث تناول المشاركون قضايا جوهرية تتعلق بدور الكنيسة في العالم، وضرورة نزع الاستعمار عن اللاهوت والرسالة الكنسية، في سياق بحث مستقبل الوحدة المسيحية والتفاعل مع التحديات العالمية المعاصرة.

ويشارك في المؤتمر نحو 400 شخصية دينية ولاهوتية من مختلف أنحاء العالم، بتنظيم من لجنة الإيمان والنظام التابعة لمجلس الكنائس العالمي (WCC)، وتستضيفه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مركز لوجوس البابوي بوادي النطرون، جنوب غرب الإسكندرية.
ويعد هذا المؤتمر الحدث الأبرز في سلسلة فعاليات مجلس الكنائس العالمي لإحياء الذكرى 1700 لمجمع نيقية الأول عام 325 ميلاديًا، أول مجمع مسكوني للكنائس المسيحية الذي انعقد برعاية الإمبراطور قسطنطين الكبير.

الكاريبي.. من أرض الاضطهاد إلى مكان الخلاص

خلال الجلسة العامة لليوم الرابع من المؤتمر، قال اللاهوتي الكاريبي القس الدكتور كارلتون تيرنر إن مصر، في الذاكرة الكتابية، تمثل موقعًا مركزيًا يجسد معاني العبودية والاضطهاد والإمبريالية، لكنها أيضًا أرض الخلاص الإلهي.
وأضاف: "هنا سمعنا الكلمات الخالدة: دع شعبي يذهب. إنها أرض الخروج، التي ألهمت أجيالاً من المؤمنين، وعبّرت عنها أيضًا كلمات بوب مارلي في ترانيم الحرية."

وتابع تيرنر، نائب مدير الأبحاث في مؤسسة كوينز للتعليم اللاهوتي المسكوني في برمنغهام، أن اللاهوت في منطقتنا يجب أن يخضع دائمًا لمساءلة نقدية، لأنه كثيرًا ما استند إلى أنظمة القوة والعنف التي نشأت من الاستعمار والإمبراطوريات الاقتصادية والسياسية.

رؤية من أفريقيا.. علاقة الكنيسة بالدولة بين التاريخ والسياسة

من جانبه، قال الأب الدكتور إيفانجيلوس ثياني من أبرشية نيروبي التابعة للبطريركية اليونانية الأرثوذكسية بالإسكندرية وسائر أفريقيا، إن مجمع نيقية شكّل نقطة تحول تاريخية في العلاقة بين الكنيسة والدولة.
وأوضح أن الإمبراطور قسطنطين جعل من الكنيسة شريكًا في السلطة، ما أدى إلى نشوء دين سياسي ظل أثره قائمًا حتى اليوم، مشيرًا إلى أن بعض الكنائس ترفض هذا الارتباط الوثيق بالدولة، فيما ترى كنائس أخرى أنه ضروري لتحقيق رسالتها.

لاهوت إندونيسي: العالم بعد نيقية يعيش مفارقة مستمرة

وفي مداخلة عبر الفيديو، وصفت اللاهوتية الإندونيسية الدكتورة سيبتمي لاكاوا مجمع نيقية بأنه كان "فضاءً متناقضًا"، حيث كانت الكنائس تعاني من الاضطهاد والتهميش في الوقت الذي بدأت فيه تكتسب مكانة عامة وسياسية في الإمبراطورية.
وأضافت: "ربما لا نزال نعيش في الفضاء المتناقض ذاته، فبعد 1700 عام، هل نجسد اليوم نوعًا مختلفًا من الشركة والوحدة المسيحية؟"
وأكدت لاكاوا أن على الكنيسة في عالم اليوم أن تواجه أقنعة العنف والجهل والقوة التي تفرضها الإمبراطوريات العالمية الجديدة، وأن يكون حضورها شهادة ضد منطق السيطرة والاستبداد.

تأبين القس بيتر كروشلي ودوره في تعزيز التعاون المسكوني

وخلال جلسة خُصصت لموضوع الرسالة المسيحية استذكر الدكتور أندريه يفتتش، مدير لجنة الإيمان والنظام، القس الدكتور بيتر كروشلي، مدير لجنة الإرساليات العالمية والتبشير التابعة للمجلس (CWME)، الذي وافته المنية في 15 أغسطس بعد صراع مع المرض.
وطلب يفتتش من الحضور الصلاة لروحه ولأسرته، مؤكدًا أن كروشلي كان أحد أبرز من ساهموا في صياغة برنامج هذا اليوم.

كما أشار الدكتور مايكل بلير، رئيس لجنة الإرساليات العالمية، إلى أن كروشلي كان شريكًا مخلصًا في تعزيز التعاون بين لجنتي الإيمان والنظام والإرساليات، مضيفًا: "قيادته كانت عطية ثمينة، وسنواصل رسالته تخليدًا لذكراه وإرثه الروحي".

نحو وحدة مرئية للكنيسة العالمية

ويعقد المؤتمر تحت شعار: "إلى أين تتجه الوحدة المرئية؟"، حيث يناقش المشاركون هذا السؤال من خلال ثلاثة محاور مترابطة: الإيمان، والرسالة، والوحدة.
ويؤكد المشاركون أن إحياء ذكرى مجمع نيقية لا يهدف فقط إلى استعادة الماضي، بل إلى إعادة قراءة الحاضر بروح نقدية ومسكونية، تدعو إلى تحرير اللاهوت من رواسب الاستعمار، وبناء كنيسة عالمية أكثر عدلاً ومصالحة وإنسانية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق