أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، أن تطوير وتبني التقنيات الحيوية في المجال الدفاعي يمثل أولوية استراتيجية للحلف، محذرًا من أن الصين وروسيا تعملان بسرعة لتعزيز قدراتهما في هذا المجال، ولا يمكن السماح لهما بتولي زمام المبادرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها روته، اليوم الثلاثاء، خلال افتتاح المؤتمر الأول لمجتمع التكنولوجيا الحيوية في الناتو، الذي استضافته الأكاديمية العسكرية الملكية في بروكسل، بحضور رئيس وزراء بلجيكا بارت دي ويفر، وعدد من المسؤولين العسكريين والعلماء وقادة الصناعة.
وأشاد الأمين العام بجهود بلجيكا في تعزيز الإنفاق الدفاعي، مشيرًا إلى أن البلاد خصصت هذا العام 2% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، وتسير نحو تحقيق 3.5% خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا أن ذلك "مهم لبلجيكا ومهم للناتو على حد سواء".
وأعرب عن شكره لوزارة الدفاع البلجيكية والأكاديمية العسكرية الملكية على استضافة المؤتمر، مؤكدًا أن تنظيم أول مؤتمر من نوعه للتكنولوجيا الحيوية في تاريخ الناتو يعد حدثًا تاريخيًا يعكس تزايد أهمية الابتكار الدفاعي داخل الحلف.
وأضاف: "إن أمننا يعتمد على قدرتنا على الإبتكار ودمج التقنيات الجديدة في منظوماتنا الدفاعية، والتكنولوجيا الحيوية تقع في صدارة هذه الأولويات"، موضحًا أن التقدم في هذا المجال سيمنح القوات الحليفة قدرات أفضل وأكثر تطورًا في الميدان.
وأشار إلى أن قادة الناتو إتخذوا، خلال قمة لاهاي في يونيو الماضي، قرارات قوية لتعزيز الردع والدفاع في عالم أكثر خطورة، من بينها زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي وتسريع الإنتاج الدفاعي والإبتكار الصناعي.
وفي السياق ذاته، أوضح أمين عام حلف الناتو أن استراتيجية الحلف للتكنولوجيا الحيوية وتعزيز القدرات البشرية التي تم اعتمادها العام الماضي دخلت بالفعل مرحلة التنفيذ، مشيرًا إلى أن مسرّع الابتكار الدفاعي لمنطقة شمال الأطلسي (DIANA) قام بتمويل، منذ العام الماضي، 28 شركة مبتكرة في مجال التكنولوجيا الحيوية لتطوير تقنيات مزدوجة الإستخدام.
وفي إشارة إلى التحديات الجيوسياسية، قال مارك روته إن الصين تعتبر التكنولوجيا الحيوية قطاعًا ذا أولوية استراتيجية، حيث خصصت أكثر من 3 مليارات دولار عام 2023 لتمويل أبحاثها في مجالات مثل تحرير الجينات والبيولوجيا الاصطناعية ذات الاستخدامات العسكرية، كما تسعى إلى الهيمنة على سلاسل الإمداد العالمية في هذا القطاع، وأن روسيا بدورها تستغل خبراتها لإجراء أبحاث بيولوجية سرية وتطوير برامج أسلحة بيولوجية يمكن استخدامها ضد خصومها.
وشدد الأمين العام على أن الناتو يجب أن يبقى في طليعة الابتكار الدفاعي، مؤكدًا أن الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية "لا يقل أهمية عن امتلاك الدبابات والطائرات والسفن والطائرات المسيّرة"، لأنها عنصر أساسي لضمان تفوق الحلف وقدرته على حماية شعوبه.
وأشار إلى أن بعض التطبيقات الحيوية الدفاعية أصبحت بالفعل قيد الاستخدام، مثل الطب عن بُعد وأنظمة الدم المحمولة والملابس المزودة بحساسات بيولوجية لمراقبة التعب أو الإصابات لدى الجنود، مؤكدًا أن مثل هذه الابتكارات "تحسّن القدرات الجسدية والمعرفية وتزيد من الفاعلية والجاهزية".
وفي ختام كلمته، دعا روته الدول الأعضاء في الناتو إلى تكثيف الجهود لضمان البقاء في صدارة الثورة الحيوية، قائلًا: "لدينا ما يلزم لتشكيل المستقبل: بنية تحتية متميزة، وعمالة ماهرة، وقدرات بحث وتطوير قوية. ولكن النجاح يعتمد على تعاوننا المشترك. فمعًا، نستطيع أن نطور التكنولوجيا الحيوية التي نحتاجها للدفاع عن الحلف وأمن شعوبه".









0 تعليق