استعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، في تقرير لها تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، والتي طالت هذه المرة بلدة ترمسعيا قرب رام الله، حيث هاجم عشرات المستوطنين عددًا من المزارعين أثناء عملهم في موسم قطف الزيتون، ما أسفر عن إصابات وأضرار جسيمة في الأراضي الزراعية والممتلكات.
وأوضح التقرير أن هذا المشهد بات مألوفًا كل عام، ويعيد إلى الواجهة قضية التصعيد ضد المزارعين الفلسطينيين الذين يواجهون عنفًا ممنهجًا يستهدف مصدر رزقهم ورمز ارتباطهم التاريخي بالأرض.
وقال أحد سكان البلدة، الذي يعيش في منزله منذ نحو خمسين عامًا، إنه اضطر إلى تركيب شبك عسكري حول بيته لحماية أسرته من اعتداءات المستوطنين المتكررة، موضحًا أنه يخرج يوميًا إلى عمله تاركًا خلفه أمه وأطفاله ونساء العائلة، وأن هذا الإجراء البسيط هو وسيلته الوحيدة لتقليل مخاطر الهجمات المستمرة.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم الأخير ليس الأول من نوعه، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات المتصاعدة خلال السنوات الماضية، إذ توثق منظمات محلية مئات الحالات التي طالت المزارعين وممتلكاتهم، من تخريب الأشجار وسرقة المحاصيل إلى إحراق الحقول.
وتؤكد هذه المنظمات أن المستوطنين يسعون من خلال هذه الاعتداءات إلى فرض واقع جديد على الأرض عبر سياسة الترهيب والضغط المستمر، معتبرة أن الاستهداف لا يطال الثمار فقط، بل رمزية شجرة الزيتون نفسها بوصفها شاهدة على الوجود الفلسطيني المتجذر منذ قرون.
وفي المقابل، أوضح التقرير أن المؤسسات الرسمية الفلسطينية أعلنت تكثيف جهودها لدعم المزارعين وتعويض المتضررين، مع تزايد الدعوات إلى توفير الحماية الدولية وضمان حرية الوصول إلى الأراضي خلال موسم الحصاد. ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة الفلسطينية، فقد تم توثيق تدمير أكثر من 15 ألف شجرة زيتون منذ أكتوبر الماضي، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى اقتلاع المزارعين وقطع سبل عيشهم، ما ينعكس سلبًا على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي واستقرار آلاف الأسر.
المزارعون الفلسطينيون يواصلون تمسكهم بحقهم في الأرض
ورغم تلك التحديات والخسائر، اختتم التقرير بالتأكيد على أن المزارعين الفلسطينيين يواصلون تمسكهم بحقهم في الأرض، حاملين أغصان الزيتون كرسالة أمل ومقاومة في آنٍ واحد، إذ تبقى شجرة الزيتون التي غرسها الأجداد رمزًا للصمود والإصرار على البقاء في وجه محاولات الطمس والاقتلاع.












0 تعليق