بعد أكثر من 140 عامًا من العمل المتواصل، تستعد كنيسة “ساغرادا فاميليا” في برشلونة لحدث تاريخي يتمثل في رفع جرسيتها الرئيسية، لتصبح بذلك أطول كنيسة في أوروبا، متجاوزة كنيسة أولمر مونستر الألمانية.
جرسية يسوع المسيح: القمة المعمارية المنتظرة
أعلن المدير العام للكنيسة، كزافييه مارتينيز، أن الجرسية العملاقة المكرّسة ليسوع المسيح ستكتمل بنهاية عام 2025 أو مطلع 2026، لتصل إلى ارتفاع 172 مترًا. هذا الإنجاز سيضع تصميم المهندس المعماري الشهير أنطوني غاودي في صدارة المعالم الدينية الأوروبية من حيث الارتفاع.
وقال مارتينيز: “إنها لحظة فارقة في تاريخ الكنيسة، فنحن نعيش في زمن ناطحات السحاب، ومع ذلك ما زلنا نبني كاتدرائية بكل تفاصيلها الروحية والفنية”.
مراحل البناء الأخيرة والتصميم الرمزي
تم بالفعل تركيب الأجزاء الأولى من الجرسية، على أن تُستكمل باقي المكونات تدريجيًا خلال الأشهر المقبلة. وسيُتوّج البناء بصليب ضخم، تحيط به خمس جرسيات أخرى، من بينها واحدة مكرّسة لمريم العذراء، وأربع أخرى للإنجيليين الأربعة، بارتفاعات أقل.
رئيس أعمال البناء، استيف كامبس، أشار إلى أن العمل على الواجهات الداخلية والخارجية سيستمر لعدة سنوات، مع هدف طموح بإنهاء المشروع بالكامل خلال العقد القادم.
الذكرى المئوية لوفاة غاودي: احتفالات مرتقبة
يصادف العام المقبل الذكرى المئوية لوفاة أنطوني غاودي، الذي توفي في 10 مايو 1926 إثر حادث دهس. الكنيسة تخطط لإقامة فعاليات متعددة لتكريم إرثه المعماري، وقد وُجّهت دعوة رسمية إلى البابا لاون الرابع عشر لحضور قداس احتفالي بهذه المناسبة.
من حجر الأساس إلى بازيليك عالمية
بدأ بناء الكنيسة عام 1882، ولم يكن غاودي يتوقع اكتمالها في حياته، إذ لم يُنجز سوى برج واحد قبل وفاته. وفي عام 2010، كرّس البابا بندكتس السادس عشر الكنيسة ورفعها إلى رتبة “بازيليك صغرى”، ما عزز مكانتها الدينية والسياحية.
السياحة تموّل الحلم المعماري
أصبحت ساغرادا فاميليا من أبرز الوجهات السياحية في العالم، حيث ساهمت رسوم دخول الزوار في تمويل أعمال البناء. ففي عام 2024، استقبلت الكنيسة نحو 4.9 مليون زائر، 15% منهم من الولايات المتحدة، ما يعكس جاذبيتها العالميه








0 تعليق