أكد الأنبا إبراهام، ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن تحقيق الوحدة المسيحية يتطلب مسارين متكاملين هما التعاون والحوار، مشددًا على أن أي وحدة حقيقية لا يمكن أن تُبنى على الرمزية أو المجاملات، بل على الفهم المتبادل والجذور الإيمانية العميقة.، ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن تحقيق الوحدة المسيحية يتطلب مسارين متكاملين هما التعاون والحوار، مشددًا على أن أي وحدة حقيقية لا يمكن أن تُبنى على الرمزية أو المجاملات، بل على الفهم المتبادل والجذور الإيمانية العميقة.
وقال الأنبا إبراهام في تصريحات له على هامش اللقاءات المسكونية الجارية: “أؤمن أن الوحدة المسيحية يجب أن تتطور على مسارين رئيسيين: التعاون والحوار. فالمسار الأول هو التعاون — أي اللقاء، والتحدث، والعمل المشترك”.
وأضاف بان العديد من الكنائس، خصوصًا الحديثة منها، لا تعرف جيدًا تراث الكنائس الأخرى، وبخاصة التراث الأرثوذكسي. ومن خلال اللقاءات والدراسة المشتركة والعلاقات الأخوية، يمكننا تعزيز الفهم والاحترام المتبادل.
وأشارالأنبا إبراهام إلى أن الكنائس الأرثوذكسية تمثل نحو 25% من عضوية مجلس الكنائس العالمي، مؤكدًا أن كثيرين يعرفون الكنيسة القبطية من خلال طقوسها أو زيّ كهنوتها، «لكنهم لا يدركون عمق لاهوتها وروحانيتها.
الحوار اللاهوتي... طريق الفهم المشترك
وأوضح الأنبا إبراهام أن المسار الثاني للوحدة هو الحوار اللاهوتي العميق، مشيرًا إلى أن الكنيسة القبطية شاركت منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في حوارات مع الكنائس الأنغليكانية والمصلحة وغيرها من العائلات الأرثوذكسية.
وقال: “هذه الحوارات تساعدنا على تحديد ما نتشاركه في الإيمان وتوضيح نقاط الاختلاف، كما حدث في الاتفاق الكريستولوجي عام 1989”.
وأضاف بأن الجمع بين التعاون والحوار يفتح الباب أمام بناء وحدة حقيقية، قائلًا: “علينا أن نعود إلى الجذور. فالطقوس والتقاليد ليست مجرد عادات، بل تحمل معاني روحية وعقائدية عميقة”.
الكنيسة القبطية... شهادة حية على الإيمان المستمر
وتحدث الأنبا إبراهام عن جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موضحًا أنها “إحدى الكنائس الرسولية التي أسسها القديس مرقس الرسول في الإسكندرية نحو عام 60 ميلادية، لتكون الكنيسة القبطية أقدم الكنائس في مصر”.
وتابع: “خلافتنا الرسولية لم تنقطع من القديس مرقس حتى بطريركنا الحالي، البطريرك الـ118، وهذه الاستمرارية شهادة حية على إيماننا وتراثنا، وإسهام مهم في الحوار المسكوني”.
الحضور المسكوني... شهادة وشراكة
وأكد الأنبا إبراهام أن الكنيسة القبطية «منخرطة بفاعلية في الحوار مع الكنائس الكاثوليكية والأنغليكانية وغيرها»، مشيرًا إلى أن المشاركة في الهيئات المسكونية مثل مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس إفريقيا «جزء أساسي من شهادة الكنيسة أمام العالم».
وأوضح: «وجودنا في هذه الحوارات هو شهادة بحد ذاته. حين نعبّر عن إيماننا وتقاليدنا بوضوح، يتعرّف الآخرون على حقيقتنا. رسالتنا بسيطة وخالدة: عودوا إلى الجذور».
العودة إلى الجذور... طريق الوحدة
واختتم الأنبا إبراهام حديثه بالتأكيد على أن الانقسامات بين الكنائس جاءت لاحقًا بسبب سوء الفهم والهرطقات، قائلاً: في زمن مجمع نيقية الأول كانت الكنيسة جسدًا واحدًا وموحّد الإيمان. واليوم، لكي نصل إلى وحدة منظورة، علينا أن نستعيد روح التواضع والحوار والمحبة.
وأضاف: إذا استمر كل طرف في اعتبار نفسه على حق والآخرين على خطأ، فلن نبلغ الوحدة أبدًا. لكن عندما ننظر معًا إلى آباء الكنيسة والأسس الرسولية للإيمان، سنجد الطريق نحو الشركة الحقيقية.
واختتم قائلاً: الرسالة التي نحملها إلى العالم هي: عودوا إلى الجذور، إلى الآباء، وإلى الإيمان الأصيل، ودعوا هذا الإيمان يرشدنا في مسيرة الوحدة.
0 تعليق