كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مجموعة من الشخصيات اليهودية البارزة من مختلف أنحاء العالم وجهت دعوة رسمية إلى الأمم المتحدة وقادة الدول الكبرى لفرض عقوبات دولية على إسرائيل، متهمة الحكومة الإسرائيلية بارتكاب "أعمال معدومة الضمير" ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وأوضحت الصحيفة أن الرسالة المفتوحة، التي وقعها أكثر من 300 شخصية يهودية من مجالات السياسة والفكر والأكاديميا والفن، جاءت في أعقاب تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة وما خلفه من خسائر بشرية ومادية جسيمة. وجاء في نص الرسالة أن "ما يجري في غزة لم يعد دفاعًا عن النفس، بل عملية تدمير ممنهج تستهدف محو الوجود الفلسطيني".
وأشار الموقعون إلى أن "صوت الضمير اليهودي" يفرض عليهم التحرك لرفض ما وصفوه بـ"استغلال المآسي التاريخية للشعب اليهودي لتبرير جرائم معاصرة ضد شعب آخر"، داعين المجتمع الدولي إلى تبني إجراءات عملية تشمل تجميد التعاون العسكري مع إسرائيل، وفرض حظر على توريد الأسلحة، وتعليق الاتفاقات التجارية إلى حين توقف العمليات العسكرية واحترام القانون الدولي الإنساني.
وذكرت الصحيفة أن من بين الموقعين شخصيات معروفة في الجامعات الأمريكية والبريطانية، وعددًا من الحاخامات والناشطين في حركات السلام العالمية، الذين شددوا على أن "الدعم غير المشروط لإسرائيل من بعض الحكومات الغربية يقوض القيم الديمقراطية والإنسانية التي تدّعي الدفاع عنها".
كما حثت الرسالة الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية على التحقيق الفوري في "الانتهاكات الجسيمة" المرتكبة ضد المدنيين في غزة والضفة الغربية، مؤكدين أن الإفلات من العقاب شجع إسرائيل على مواصلة سياساتها العدوانية.
واختتمت "الجارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن هذه الدعوة تمثل تحولًا نادرًا في الموقف العام داخل بعض الدوائر اليهودية الغربية، التي بدأت تتبنى مواقف أكثر انتقادًا للسياسات الإسرائيلية، في ظل تصاعد الأصوات الدولية المطالبة بمحاسبة تل أبيب على أفعالها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
0 تعليق