دراسة: تراجع النظرة الإيجابية للألمان تجاه الولايات المتحدة خلال الولاية الثانية لترامب

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أظهرت دراسة حديثة أن نظرة الألمان إلى الولايات المتحدة تراجعت بشكل ملحوظ منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير الماضي، حيث باتت غالبية المواطنين الألمان تنظر إلى واشنطن على نحو أكثر سلبية مقارنة بالسنوات السابقة.

وأوضحت الدراسة، التي أجرتها مؤسسة “فورسا” للأبحاث لصالح إحدى القنوات الألمانية العامة، أن نحو 64% من المشاركين عبّروا عن رأي سلبي تجاه الولايات المتحدة، مقابل 28% فقط ينظرون إليها بإيجابية، في حين أعرب 8% عن حيادهم تجاه العلاقات الألمانية الأمريكية. وأشارت النتائج إلى أن نسبة النظرة السلبية ارتفعت بنحو 15 نقطة مئوية مقارنة بعام 2023.

وبحسب الدراسة، فإن السبب الرئيسي وراء هذا التراجع هو سياسات الرئيس ترامب خلال ولايته الثانية، خاصة تلك المتعلقة بالتجارة الدولية، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والموقف من حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما أظهرت النتائج أن الألمان يشعرون بقلق متزايد من النهج الانعزالي الذي تتبناه الإدارة الأمريكية الحالية، ومن تراجع الالتزام الأمريكي بالقضايا العالمية مثل المناخ وحقوق الإنسان.

وقال مدير مؤسسة “فورسا”، مانفريد غولنر، إن التحول في المواقف الألمانية يعكس شعورًا متناميًا بالابتعاد السياسي والثقافي بين ضفتي الأطلسي، مشيرًا إلى أن المواطنين الألمان باتوا يعتبرون الولايات المتحدة شريكًا غير موثوق به في العديد من الملفات الدولية. وأضاف أن “فترة ترامب الثانية رسخت لدى كثيرين في ألمانيا الانطباع بأن واشنطن تسعى إلى مصالحها القومية على حساب شركائها الأوروبيين”.

في المقابل، أظهرت الدراسة أن نسبة من المشاركين — لا تتجاوز 30% — ما زالوا يعتبرون الولايات المتحدة حليفًا استراتيجيًا مهمًا لألمانيا، خصوصًا في مجالات الأمن والدفاع والتكنولوجيا. إلا أن هذه الفئة عبّرت أيضًا عن رغبتها في أن تتبنى برلين سياسة خارجية أكثر استقلالية عن واشنطن، مع تعزيز التعاون الأوروبي الداخلي.

وأشارت التحليلات المرافقة للدراسة إلى أن تراجع صورة الولايات المتحدة في الرأي العام الألماني لا يقتصر على فئة عمرية معينة، بل يمتد إلى مختلف الشرائح الاجتماعية والتعليمية، رغم أن الفئة الشابة (18–35 عامًا) كانت الأقل تشاؤمًا مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا.

كما أظهرت نتائج الدراسة أن الإعلام الألماني لعب دورًا في تشكيل هذه الصورة، عبر تغطيته المكثفة للجدل الداخلي في الولايات المتحدة والانقسامات السياسية هناك، إلى جانب انتقادات واسعة لسياسات ترامب تجاه المناخ والهجرة والاقتصاد.

وتختتم الدراسة بالإشارة إلى أن مستقبل العلاقات الألمانية الأمريكية قد يتوقف على قدرة الجانبين على إعادة بناء الثقة والتفاهم المتبادل، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة التي تواجه أوروبا والعالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق