ما يجب أن يعرفه كل مريض عن التهاب الجيوب الأنفية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد مرور أيام طويلة من الإصابة بنزلة برد مرهقة، يتمنى المريض عادة أن يبدأ بالتحسن ويستعيد نشاطه المعتاد، لكن هذا الأمل لا يتحقق دائمًا، ففي بعض الأحيان، تستمر الأعراض رغم زوال البرد، ويترافق انسداد الأنف أو سيلانه مع صداع وإرهاق مستمرين، وهنا قد تكون المشكلة أعمق من مجرد نزلة برد عابرة إنها غالبًا التهاب الجيوب الأنفية.

يُعد هذا الالتهاب من أكثر الحالات شيوعًا في الجهاز التنفسي، إلا أنه رغم انتشاره يبقى من أكثرها إزعاجًا، فهم طبيعة المرض وأسبابه وخيارات العلاج المتاحة هو السبيل الأمثل لتخفيف الأعراض وتجنب المضاعفات، ووفقا لـ MSD هناك خمس نقاط جوهرية تساعد على التعرف إلى التهاب الجيوب الأنفية وتمييزه عن غيره من أمراض الجهاز التنفسي.

أولاً: الأسباب المحتملة للالتهاب:

الجيوب الأنفية هي تجاويف صغيرة مملوءة بالهواء تحيط بالأنف من جميع الجهات داخل عظام الجمجمة. 

وعندما تلتهب هذه الجيوب لأي سبب، يُطلق على الحالة اسم التهاب الجيوب الأنفية.
غالبًا ما تبدأ القصة بعد إصابة بفيروس نزلة برد يؤدي إلى تراكم السوائل داخل الممرات الأنفية.

 لكن ليست الفيروسات وحدها السبب، فالبكتيريا، والحساسية الموسمية، واستنشاق الدخان أو الغبار، وحتى بعض أنواع الفطريات، يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب نفسه. كما أن وجود زوائد لحمية (سلائل أنفية) قد يسهم في انسداد الجيوب ويزيد احتمالية الالتهاب.

ثانيًا: العلامات التي تشير إلى الإصابة

يصعب أحيانًا التمييز بين نزلة البرد والتهاب الجيوب الأنفية لأن الأعراض تتشابه إلى حد كبير، لكن هناك مؤشرات مميزة. 

فالمصاب عادة يعاني من احتقان شديد في الأنف مع إفرازات كثيفة ومائلة للون الأصفر أو الأخضر، إضافة إلى ألم أو ضغط واضح في الوجه، خاصة حول الخدين أو خلف العينين.
الصداع المستمر والإرهاق العام من العلامات البارزة أيضًا، حيث يشعر المريض بوهن يفوق ما يشعر به عادة أثناء نزلة البرد أو الحساسية.

ثالثًا: العلاج يعتمد على شدة الحالة ومدتها

مدة الأعراض تعتبر مؤشرًا مهمًا لتحديد ما إذا كان الالتهاب في الجيوب أم مجرد نزلة برد مطولة.
فإذا تجاوزت الأعراض أسبوعين دون تحسن، أو بدأت تسوء بعد تحسن مؤقت، ينصح بمراجعة الطبيب.
في الغالب، يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والفحص السريري، وقد يطلب الطبيب تصويرًا مقطعيًا للجيوب الأنفية لتأكيد الحالة. 

أما العلاج فيتفاوت حسب السبب والشدة: 

• في الحالات البسيطة، يُكتفى بالتدابير المنزلية مثل:
• استنشاق بخار الماء الساخن
• وضع كمادات دافئة على الوجه
• الإكثار من شرب السوائل الدافئة
• استخدام محلول ملحي لغسل الأنف
• بخاخات تخفيف الاحتقان المتاحة في الصيدليات
• أما إذا استمرت الأعراض لأكثر من عشرة أيام أو صاحبها ارتفاع في الحرارة وألم شديد، فقد يصف الطبيب مضادات حيوية لعلاج العدوى البكتيرية المحتملة.

رابعًا: عندما يصبح الالتهاب مزمنًا

إذا استمرت الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر، يُعد الالتهاب مزمنًا.
الأطباء لا يعرفون دائمًا السبب الدقيق لهذه الحالة الطويلة، لكنها عادةً ترتبط بعوامل مسببة للالتهاب المستمر، مثل التحسس المزمن أو الزوائد الأنفية أو العدوى المتكررة.
وقد تظهر حالات وسطية تُعرف بالتهاب الجيوب تحت الحاد (من 30 إلى 90 يومًا) أو المتكرر (أربع مرات أو أكثر خلال العام).
في هذه الحالات، يُحال المريض غالبًا إلى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، حيث قد يتطلب العلاج أدوية أقوى أو كورسات مطوّلة من المضادات الحيوية أو الكورتيزون، وفي بعض الأحيان تُوصى جراحة تنظيرية لفتح الجيوب وتنظيفها.

خامسًا: التشخيص المبكر ضرورة لا رفاهية

ترك التهاب الجيوب الأنفية دون علاج قد يؤدي إلى انتشار العدوى إلى مناطق أكثر خطورة مثل العينين أو حتى الدماغ. ولهذا، ينصح بمراجعة الطبيب عند استمرار الأعراض لأكثر من 14 يومًا، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
أما الوقاية، فهي تبدأ بتجنب العدوى من الأساس وهذا وإن بدا بسيطًا، إلا أنه يتطلب التزامًا:
اغسل يديك بانتظام، وتجنب مخالطة المصابين بالأمراض التنفسية، وحافظ على نمط حياة صحي ونوم كافٍ لتقوية المناعة. 

فالعناية بالجسم أثناء المرض تساهم بشكل كبير في منع تطور البرد العادي إلى التهاب جيوب أنفية مزمن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق