حمى الضنك: ما الذي ينبغي على المسافرين معرفته قبل الرحلات؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدى قرون، سادت أساطير في الثقافات القديمة تروي أن أرواحًا شريرة تسكن المناطق الاستوائية وتُصيب الزائرين بأمراض غامضة وفتاكة، كان المصابون يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة، وقشعريرة، وصداع حاد، وإرهاق ينهك الجسد، وآلام مؤلمة في العظام والمفاصل. واليوم، نعلم أن ما كان يُعتقد أنه “لعنة الأرواح” ليس سوى مرض حمى الضنك، وهي عدوى فيروسية تنتقل عبر لدغات بعوضة معينة، وليست لها علاقة بعالم الغيب.

ووفقا لـ MSD تتسبب حمى الضنك في حمى وآلام عامة في الجسم، وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى نزيف داخلي وخارجي يُعرف بـ”الحمى النزفية”.

ومع تزايد السفر إلى المناطق الموبوءة، من المهم أن يدرك المسافرون طبيعة هذا المرض وكيفية الوقاية منه.

1. ليست جميع أنواع البعوض ناقلة للعدوى

ينتقل فيروس الضنك عادة عن طريق بعوضة الزاعجة المصرية، وهي النوع المسؤول عن معظم حالات الإصابة حول العالم. تشير التقديرات إلى وجود ما بين 50 إلى 100 مليون إصابة سنويًا، تسفر عن نحو 20 ألف وفاة، وأما في الولايات المتحدة، فتُسجل فقط بين 100 و200 حالة سنويًا، وغالبها مرتبط بأشخاص عادوا مؤخرًا من دول ينتشر فيها المرض.

 

2. انتشار الضنك يتوسع جغرافيًا

كان انتشار حمى الضنك في الماضي يتركز في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، خصوصًا في جنوب شرق آسيا، لكنه اليوم يمتد بشكل ملحوظ إلى أمريكا الوسطى والجنوبية، حيث تشهد دول مثل البرازيل أعدادًا قياسية من الإصابات.
في الولايات المتحدة، تم تسجيل حالات محلية محدودة في ولايات مثل هاواي وفلوريدا وتكساس. ويُعزى هذا التوسع إلى تغير المناخ والأنشطة البشرية التي ساعدت على تمدد موائل بعوضة الزاعجة إلى مناطق جديدة، منها جنوب كاليفورنيا وأريزونا والغرب الأوسط.

 

3. المرض يمر بثلاث مراحل متتابعة

تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، لكن الصورة العامة للمرض تبدأ بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، يصاحبه صداع قوي وآلام عند تحريك العينين، وإرهاق شديد، وأوجاع حادة في الظهر والساقين والمفاصل، وقد وصف المرض قديمًا باسم “حمى تكسير العظام” لشدة ما يسببه من آلام.
عادةً تستمر هذه الأعراض لعدة أيام، ثم يمر المريض بفترة قصيرة من التحسن قبل أن تعود الحمى مجددًا مصحوبة بمضاعفات أخطر، مثل النزيف أو الحمى النزفية أو حتى الصدمة في الحالات الحرجة.

4. الضنك لا ينتقل من شخص لآخر

لا تنتقل العدوى بين البشر بشكل مباشر، بل تحتاج إلى وسيط ناقل، وهو البعوض. فعندما تلدغ بعوضة شخصًا مصابًا، تلتقط الفيروس وتنقله لاحقًا إلى شخص آخر.
وقد تنتقل العدوى في حالات نادرة جدًا من الأم إلى جنينها خلال الحمل أو الولادة، كما وردت تقارير محدودة عن انتقال الفيروس عبر حليب الأم، لكنها تبقى استثناءات نادرة للغاية.

5. غياب لقاح فعال للأفراد غير المصابين سابقًا

حتى الآن، لا يوجد لقاح متاح لعامة الناس ضد جميع أنواع حمى الضنك، واللقاح الوحيد المعتمد في الولايات المتحدة مخصص للأطفال الذين سبق إصابتهم بالمرض ويعيشون في مناطق موبوءة.
تجري حاليًا أبحاث متعددة لتطوير لقاحات أكثر شمولًا يمكن أن تحمي أيضًا الأشخاص الذين لم يُصابوا مسبقًا.

6. نصائح أساسية للمسافرين إلى المناطق الموبوءة

قبل السفر إلى أي منطقة معروفة بانتشار حمّى الضنك، يُنصح بزيارة عيادات طب السفر لمراجعة الإرشادات والاحتياطات الوقائية. كما يُستحسن متابعة التحديثات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، مع العلم أن بعض التقارير قد تتأخر عن الواقع الميداني بعدة أيام.
أثناء السفر، يُفضل ارتداء ملابس طويلة وفضفاضة ذات ألوان فاتحة، واستخدام الطاردات الحشرية بانتظام، ويجب التحقق من مكونات المنتجات قبل استعمالها، خصوصًا للأطفال، إذ تُضاف بعض المواد الطاردة للحشرات إلى واقيات الشمس.

ومن أهم التدابير الوقائية تقليل أماكن تكاثر البعوض، مثل المياه الراكدة في الأواني أو الإطارات القديمة. كما تُستخدم حاليًا تقنيات مبتكرة للحد من أعداد البعوض، منها إطلاق بعوض معدل وراثيًا أو مصاب ببكتيريا تمنعه من نقل الفيروس.

7. الانتباه للأعراض بعد العودة من السفر

عادةً تظهر الأعراض بعد 3 إلى 15 يومًا من لدغة البعوضة الحاملة للفيروس، وقد تبدأ بعد عودة المسافر إلى بلده، لذلك من الضروري إبلاغ الطبيب بتاريخ ومكان السفر في حال ظهور الحمى أو الأعراض المشابهة للإنفلونزا بعد العودة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق