أعلنت السلطات الهولندية عن وقف التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة، في خطوة غير مسبوقة تعكس تراجع الثقة بين البلدين على خلفية مخاوف من أن تستغل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعلومات المشتركة في ممارسات قد تنتهك حقوق الإنسان أو تصب في مصلحة روسيا.
وأكد مديرا جهازي الاستخبارات المدنية والعسكرية في هولندا، إريك أكيربوم وبيتر ريسينك، في مقابلة مع صحيفة فولكس كرانت، أن بلادهما أصبحت أكثر حذرًا في مشاركة البيانات مع واشنطن بعد ما وصفاه بـ«تسييس العمل الاستخباراتي». وأشار المسؤولان إلى أن هذا التوجه يعكس خشية حقيقية من أن يتم استخدام المعلومات في أغراض سياسية أو عسكرية تتعارض مع القيم الأوروبية.
وأوضح أكيربوم أن أجهزة الاستخبارات الهولندية أصبحت تقيم كل حالة على حدة قبل اتخاذ قرار بالمشاركة، مشيرًا إلى أن المسألة لم تعد تقنية فحسب، بل تتعلق بالثقة المتبادلة. وأضاف: «نحن على دراية بتسييس الاستخبارات الأمريكية، ولذلك نعيد النظر في طبيعة التعاون».
أما ريسينك، فأعرب عن أسفه لإقالة ترامب لرئيس وكالة الأمن القومي تيموثي هوج في أبريل، معتبرًا أن تلك الخطوة ساهمت في زيادة القلق داخل الأوساط الأوروبية بشأن استقلالية القرار الأمني في واشنطن.
وفيما شدد على أن العلاقات لا تزال “جيدة” من حيث الشكل، أكد ريسينك أن التعاون يخضع لتقييم مستمر، خصوصًا في الملفات المتعلقة بروسيا.
من جانبه، حذر بارت جروثويس، رئيس الأمن السيبراني السابق بوزارة الدفاع الهولندية، من أن الولايات المتحدة قد تخسر دعم حلفائها التقليديين إذا استمرت في النهج الحالي، مشيرًا إلى أن الشراكة بين البلدين كانت حيوية في مواجهة الأنظمة الاستبدادية وفي تنفيذ عمليات حساسة مثل تخريب البرنامج النووي الإيراني عام 2010 عبر فيروس "ستوكسنت".
0 تعليق