مع وصول عقارب الساعة الواحدة بعد منتصف الليل مطلع الأسبوع الماضي، تحولت الأجواء ١٨٠ درجة داخل قرية “بحر البقر”، التابعة لمحافظة الشرقية، تلك القرية التى ينام أهلها مبكرا للاستعداد للذهاب إلى العمل فى الأراضى الزراعية، إلا بيت "فرج السيد" كان يخبئ فى تلك الليلة ما لم يتوقعه أحد، بعد لقى مصرعه حرقا أثناء نومه، وعقب اكتشاف الجريمة تبين أن زوجته وراء الواقعة.
63 عامًا قضاها "فرج" فى الكد والتعب، فلاح بسيط يعرفه الناس بابتسامته الهادئة وملابسه التى تفوح منها رائحة الأرض، عاش مع زوجته أكثر من ثلاثة عقود، جمعتهما أيام صعبة وأخرى عادية، لكن فى السنوات الأخيرة، تبدلت الأحوال، فلم تعد الأمور بينهما كما كانت، فالخلافات أصبحت عادة، والصمت بات جدارًا بينهما.
تفاصيل الجريمة
يوم الجريمة جلس "فرج" داخل منزله، لكنه لم يكن يدرى أن النوم الذى اقترب منه سيكون الأخير، وفى لحظة شيطانية فتحت الزوجة باب المطبخ، أمسكت بما وجدت أمامها، وسارت بخطوات مرتجفة نحو الغرفة، نظرت إليه نظرة طويلة، فيها وجع ودموع وألم سنين، ثم أضرمت النار.
صرخة واحدة ملأت أرجاء القرية، هرع الجيران من كل مكان، لكن النيران كان أسرع منهم جميعًا، حين دخلوا البيت، كانت النيران قد أنهت كل شيء، ولم يبقَ سوى الدخان ورائحة الحريق التى التصقت بجدران المكان كأنها ترفض الرحيل.
أما الزوجة، فجلست فى زاوية بيتها القديم، لا تنطق بكلمة، كانت عيناها جامدتين، كأنها ترى المشهد يتكرر أمامها كل لحظة، لم تكن تصدق أن ما فعلته بيدها أنهى حياة زوجها.
بلاغ للشرطة
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، إخطارا يفيد بورود بلاغ بالعثور على "فرج السيد" ٦٣ عاما، مقيم بقرية بحر البقر بمركز الحسينية، جثة هامدة ومضرم فيه النيران داخل مسكنه بالقرية.
وكشفت التحريات الأولية لرجال المباحث الجنائية، أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجنى عليه، وتدعى "ر ع" ٦٠ عاما، حيث تبين أنه قد قتلت زوجها وأشعلت النيران فيه أثناء نومه، وذلك إثر خلافات أسرية بينهما وتعمده معاملتها بقسوة.
بدورها، حررت الأجهزة الأمنية محضرا بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة بمركز الحسينية، برئاسة محمد السعيد، رئيس النيابة، أمر بحبس المتهمة ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وبعرضها فى وقت لاحق على قاضى المعارضات، أمر بتجديد حبسها ١٥ يوما على ذمة التحقيقات.
0 تعليق