أول تضامن عربى ينطلق من القاهرة
«متحف جامعة الدول العربية» سجل تاريخي على الأراضي المصرية يوثق وقائع وأحداث الأمة العربية
عرض متحفي لوثائق ومقتنيات الجامعة
افتتح رسميًّا على هامش الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية في 4 سبتمبر الماضى
ننفرد بنشر أول صور من داخل المتحف
الوزير المفوض هالة جاد المشرف على المتحف تتحدث لـ«البوابة» في أول حوار صحفي لها:
- مصر كان لها السبق في إنشاء الجامعة العربية وبدأت فكرة إنشاء المتحف منذ عام 2013
- المتحف مشروع قومي عربي وأخرجنا الكثير من الموسوعات والإصدارات من مستودع ذاكرة الجامعة
- نعمل على إطلاق موقع الكتروني يضم وثائق الجامعة العربية
- أوجه الدعوة من خلال «البوابة» لجميع الشباب المصري والعربي لزيارة المتحف والتعرف على تاريخهم
- أحمد أبو الغيط تحمس لفكرة إنشاء المتحف
- عملنا على أن يبرز المتحف الوجه الآخر للجامعة.. فعملها الحقيقي لا ينصب فقط على الجانب السياسي ولكن يمتد دورها إلى الجوانب الأخرى في حياة الشعوب العربية
- فتح المعرض للجمهور العام بالمجان للجميع حتى يعرفوا أن مصر رائدة في كل المجالات
حوار أجرته: سمية أحمد
رحلة استغرقت أكثر من اثني عشر عامًا حينما بدأ التفكير في جمع الوثائق والمقتنيات الخاصة بجامعة الدول العربية من خلال عمليات التوثيق والرقمنة والحفظ والأرشفة، العاملون بالجامعة تعلموا واستعانوا بأنفسهم ليخرج سجل تاريخي يجمع فيه كل تلك الكنوز والوثائق النادرة في عرض متحفي بالغ الروعة سواء في سيناريو العرض المتحفي أو من خلال المواد السمعبصرية أو حتى جمع المادة التي سجلتها الصحافة عن الجامعة منذ إنشائها وحتى الوقت الراهن وتمثل عشرات الألوف من الوثائق التاريخية والقرارات والميثاق، والصور الفوتوغرافية والأفلام التسجيلية.. كل هذا التاريخ الطويل والممتد لـ80 عامًا، تستطيع أن تتعرف عليه وتشاهده بالرغم من صغر حجمه نسبيًا إلا أن المتحف جزء اصيل من ذاكرة مصر المعاصرة، بل من ذاكرة الأمة العربية في العصر الحديث.
فحينما تدخل إلى ساحة المتحف المتواجد بالدور الأول بجامعة الدول العربية، يبعرك العرض الذى يمثل فرصة ذهبية للباحثين سواء في العلوم السياسية أو في مجال الوثائق والمكتبات.
وكان لـ"البوابة" حوار مع الوزير المفوض هالة جاد المشرف على المتحف ومدير إدارة المعلومات والتوثيق بجامعة الدول العربية.. وإلى نص الحوار.
- في البداية حدثينا عن فكرة إنشاء المتحف، وعن سيناريو العرض المتحفي؟
في البداية أحب أن أوضح أن منظمة جامعة الدول العربية هي أقدم منظمة إقليمية، حتى وقت توقيع الميثاق كان في عام في 22 من مارس عام 1945، كانت الحرب العالمية الثانية لم تنته بعد، وبدأ التفكير في إنشاء جامعة الدول العربية في عام 1942، وبالتالي لدينا ذاكرة منظمة تعود لأكثر من 80 عامًا.
وبدأ الفتكير في إنشاء المتحف عام 2013، من خلال تجميع ذاكرة الجامعة وتوثيقها وأرشفتها ورقمنتها وإنشاء محاور لتلك الذاكرة، وجاء القرار الرسمي من مجلس جامعة الدول العربية في عام 2014، باعتباره مشروعًا قوميًا عربيًا بامتياز، ولابد من تكاتف كل الجهود لإخراجه وظهوره، لأن من ليس له ذاكرة ليس له مستقبل، وبدأنا المسيرة بإنشاء المحاور لهذه الذاكرة.
ومن بين تلك المحاور محاور فوتوغرافية ومحاور سمعبصرية وطوابع بريد، ومحاور وثائقية، وكل تلك المحاور تمثل ذاكرة جامعة الدول العربية، ثم جاءت مرحلة التوثيق المرقمن لتلك الذاكرة وأطلق عليها «التوثيق المرقمن لجامعة الدول العربية»، أو الأجندة الرقمية لجامعة الدول العربية على أن يتم إطلاقها في عام 2020 بالتزامن مع الذكرى الـ75 لإنشاء جامعة الدول العربية، وبالفعل بدأنا المسيرة التي استمرت لأكثر من 12 عامًا، واستعنا بمتحف البريد العربي والذي يضم أكثر 200 ألف طابع بريد منهم مجموعات إصدار أول، وطوابع نادرة وكان هذا المتحف من ضمن محاور العرض المتحفي لمقتنيات المتح.
كما أن المتحف قام بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية من خلال “مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري” وهم من قاموا بعمل تقنيات بانورما التراث، وهي تقنية متاحة لديهم فقط.
فريق العمل
لم يكن الأمر بالشيء الهين فكان ولابد أن يكون لدينا فريق عمل متخصص من الموثقين، وتم تكوينه من أبناء جامعة الدول العربية ولم نقم بالاستعانة باي خبراء من الخارج، وبدأت عملية التوثيق المرقمن لكل المحاور المتعلقة بالجامعة وبنودها، وأعقب إنشاء المستودع المرقمن، إطلاق عدد كبير من المخرجات منها موسوعات الكتب، أو الكتب المصورة، وتم إصدار كتب بالتعاون مع بعض الدول العربية فنحن نعتبر المستودع التاريخي لهذه الدول، كما قمنا بعمل أربعة أفلام وثائقية منهم فيلم عن القدس وتم عرضه عام 2015، وفيلم وثائقي عن إنشاء جامعة الدول العربية وتم إطلاقة بالتزامن مع الاحتفال بمرور 80 عامًا على إنشائها.
- يعتبر المتحف كنزًا وثائقيًا كبيرًا، بما يحتويه من مقتنيات ووثائق تاريخية ومخطوطات قد تفيد الباحثين والعاملين سواء في مجال الوثائق أو في المجال السياسي والشئون العربية.. هل فكرتم في تدشين موقع الكتروني يضم هذا الزخم الوثائقي، وإتاحته لهم عبر الانترنت؟
في الواقع، إن التفكير في عمل موقع الكتروني يضم مقتنيات الجامعة العربية، كان من ضمن الفكرة الأولى للمشروع وهو إطلاق موقع الكتروني خاص بذاكرة جامعة الدول العربية، ولكن وجدنا عدة تحديدات أولًا أنه لابد وأن تكون هناك موازنة كبيرة لهذا المشروع، ذلك أن جامعة الدول العربية تملك كمًا هائلًا من الوثائق وهو ما يتطلب إمكانية تخزينية هائلة وهي ليست متاحة الآن، ولا يخفى عليكم أن موارد الجامعة العربية محدودة ففي أوقات كثيرة نقوم بتسيير بعض الأمور بالجهود الذاتية، دون الاعتماد على موازنات.. ولكننا لا نزال نفكر في الأمر وننتظر أن يتم العمل على إطلاق موقع الكتروني خاص بالجامعة العربية.
الذاكرة الصحفية
- الذاكرة الصحفية لجامعة الدول العربية.. حديثنا عن تلك الذاكرة وكيف قمتم بالعمل عليها؟
ذاكرة الجامعة العربية في الصحف والمجلات كانت من ضمن المحاور ففكرنا أن نقوم بجمع أهم ما كتب عن الجامعة العربية وتم نشره في الصحف، ولأن جريدة الأهرام وهي من أقدم الجرائد، وتعود لبدايات القرن الـ20، وبالفعل قمنا بالتوجه لمركز تكنولوجيا المعلومات التابع لجريدة الأهرام وطلبنا منهم أن يعطونا الأرشيف المرقمن الخاص بالجامعة العربية والذي يعود لفترة الأربعينات، وقمنا بانتقاء أهم ما نشر عن الجامعة منذ إنشائها من عام 1942 وحتى 2025، وخرجنا بهذا المجلد الكبير الذي يزن ما يقرب من 80 كليو جرام، وكان هناك الكثير من الأخبار التي تعمل أكثر من ذلك بكثير ولكن الميزانية المحدودة جلعتنا نقوم بعملية انتقاء لما يتم ضمه في هذا المجلد.
- كيف انتقيتم الأرشيف الصحفي لجامعة الدول العربية؟ وما هي معايير الاختيار؟
كان هدفنا أن نلقى الضوء على المراحل المهمة في مسيرة جامعة الدول العربية وما نشر عنها بالصحف، بدءًا منذ أن كانت فكرة في عام 1942، ومشاورات الوحدة العربية والتوقيع على بروتكول الإسكندرية عام 1944، والتوقيع على الميثاق، وأيضًا كيف ساعدت الجامعة العربية على مساعدة الدول العربية غير المستقلة على الاستقلال، وهذا من أهم أهداف الجامعة العربية وأساس إنشائها وهي مساعدة الدول غير المستقلة في المنطقة للحصول على استقلالها، وقضية فلسطين، وأهم مراحل في تاريخ جامعة الدول العربية، وأيضًا الأخبار الخاصة باختيار أمناء الجامعة ومواقف جامعة الجول العربية من القضايا المطروحة على الساحة سواء قضايا تتعلق بالوطن العربي أو حتى القضايا على الساحة العالمية.
فكان لدينا أخبار مهمة عن دور جامعة الدول العربية والتي ساهمت في استقلال بعض الدول مثل استقلال أندونيسيا، فكان هدفنا هو انتقاء الأخبار التي تبرز دور الجامعة العربية، وأيضًا إبراز دورها سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، كما ركزنا على الشركات العربية والإقليمية للجامعة.
وكان لابد ألا نغفل الدور الثقافي والاجتماعي الذي قامت به الجامعة العربية، وهنا لابد من التنويه على أن عميد الأدب العربي طه حسين كان يرأس اللجنة الثقافية، وعملنا على أن يبرز المتحف الوجه الآخر للجامعة وأن عملها الحقيقي لا ينصب فقط على الجانب السياسي وإنما يمتد دورها إلى الجوانب الأخرى في حياة الشعوب العربية.
الدور الثقافى
- حديثنًا عن الجوانب الأخرى للجامعة العربية وما تقوم به من إسهامات غير الجانب السياسي وهو الأبرز عن الجامعة العربية؟
تعتبر الجامعة العربية من أقدم المنظمات الدولية حتى قبل منظمة الأمم المتحدة، وبالتالي لها تاريخ طويل وحرصنا في الأرشيف الصحفي أن نبرز دورها الحقيقي والذي لا يعرفه الجميع، والجهود التي بذلتها الجامعة في الجوانب، وهنا لابد من تقديم التحية للآباء العرب الذين فكروا في تدشين هذه الجامعة، وتم التوقيع على ميثاق المعاهدة الثقافية وهي أهم ما قدمته الجامعة العربية، والذي أكد على تأكيد الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكانت الجامعة العربية سابقة عن غيرها من المنظمات العربية، على الرغم من الأزمات الطاحنة التي كانت تواكب تكوين الجامعة ولكنها استطاعت أن تخرج في ظل كل تلك الأزمات والتي كان على رأسها القضية الفلسطينية.
ومصر كان لها السبق في إنشاء هذه المنظمة لما شهدت من أحداث مهمة، ونحن في هذا المتحف نستهدف فئات الشباب والأطفال سواء المصريين أو العرب لكي يتعرفوا على تاريخ جامعة الدول العربية باعتباره جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر وتاريخ المنطقة العربية والإقليمية، وتمنى أن يستمر ويأخذ الصيغة المتحفية بالشكل المتعارف عليه، وهنا أحب أن أوجه الدعوة من خلال "البوابة" لكل الشباب في أن يأتوا ليتعرفوا على تاريخهم.
- ماذا عن الجمهور العام هل يستطيع أن يأتي لزيارة المتحف؟
في الواقع نحن ندرس في الوقت الراهن فتح المعرض للجمهور العام، والذي سيكون بالمجان للجميع حتى يعرفوا أن مصر رائدة في كل المجالات، خاصة وأن المتحف يضم في مقتنياته كتب نادرة ومخطوطات وأمهات الكتب.
وأن مقتنيات جامعة الدول العربية لا تقتصر فقط على الجانب السياسى، وإنما تضمن مقتنيات من أمهات الكتب النادرة والتوقيعات وصور من القرارات الهامة، وأول ترجمة لألف ليلة وليلة وهي نسخة أصلية تعود لعام 1900، وكل هذه المقتنيات كان من المكتبات والمقتنيات الخاصة التي تم اهدائها للجامعة العربية، والتي حافظت عليها عبر عشرات السنوات.
مقتنيات نادرة
- حديثنا عن أهم مقتنيات متحف ذاكرة جامعة الدول العربية؟
في الحقيقة أنه من بين مقتنيات الجامعة أرى أن المجموعة الكمالية للأمير يوسف كمال، ومجموعة الأمير عمر طوسون ابن الخديوي إسماعيل يعتبرون من أهم عناصر العرض المتحفي، فكانوا موثقين وجغرافيين ومؤرخين، فكان حرصين على اقتناء الكثير من الكتب النادرة وذلك على حسابهم الشخصي، ومجموعة مقياس النيل لأمين سامي باشا، كل تلك المجموعات والتي يتم عرضها كانت من تجميعهم الخاص بل كانوا يقومون بإعادة طباعتها مرة أخرى للحفاظ عليها.
كما أن لدينا مقتنيات خاصة غير النسخة الأولى من ألف ليلة وليلة وهي نسخة نادرة، لدينا أيضًا مجموعة أمين الريحاني، وهي من مجموعة الكتب الأدبية، الذي قام بكتابة كتاب ملوك العرب، كما أبرزنا المجموعة المجموعات الأجنبية لـ "بيل زاك" و"فلوبير" بالإضافة إلى المجموعة الصحفية مثل المجلات الفرنسية التي خرجت في أواخر القرن التاسع عشر والتي صدرت عام 1880، كما أن لدينا مجموعة كبيرة من الكاريكاتير، والتي أبرزنا من خلالها معاهدة "لوزان" من عام 1922 و1923 والتي على أساسها تم تقسيم الإمبراطورية العثمانية والتي ظهر فيها الكاريكاتير عملية التقسيم، والتي رسمها اثنين من رسامي الكاريكاتير من أصل بولاندي ويعيشون في فرنسا ويعملون في الأمم المتحدة.
كما أن لدينا الكثير من المخطوطات ومنها تاريخ “بيجوي” وهو كتاب تركي، مكتوب باللغة العثمانية، وبالحروف العربية والذي يحكي عن تاريخ الغزوات العثمانية كلها.
وهنا أحب أن ألفت النظر إلى أن هناك مشروع قائم بذاته يتعلق بتوثيق المخطوطات، وهو يواجه الكثير من التحديات أهمها عمليات الترميم والحفظ على أحدث الطرق المتخصصة بطرق حفظ الوثائق والمخطوطات، حتى يتم البدء في مشروع المتحف الدائم والذي سيتم فيه تغيير طريقة العرض المتحفي وهنا أحب أن أوجه كل الشكر لأمين عام جامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط وهو الداعم الرئيس للمتحف وأكبر داعم ومروج له.
وثائق ومقتنيات وتوقيعات بخط اليد ومقتنيات نادرة تعرض لأول مرة
مستودع لوثائق جامعة الدول العربية كتب نادرة، وثائق،















































0 تعليق