في مشهد سياسي أثار ضجة عالمية، فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاجأة جديدة خلال حديث صحفي، حين كشف عن تفاصيل مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا له مازحًا بحدة: "ما رأيك لو أرسلتُ آلافًا من صواريخ توماهوك الأمريكية إلى خصومك؟"

وأضاف ترامب بابتسامة تحمل نبرة تهديد: "الفكرة لم تعجبه.. لا أحد يرغب أن تطلق عليه صواريخ توماهوك الأمريكية، فهي سلاح هجومي مدمر للغاية."
تصريحه أعاد إلى الأذهان سلاحًا ارتبط بأكثر العمليات العسكرية الأمريكية دقة في العقود الأخيرة، وجعل المتابعين يتساءلون: ما سر "توماهوك" الذي يخشاه الجميع؟

ما هي صواريخ “توماهوك” الأمريكية؟
تُعد صواريخ توماهوك (Tomahawk) من أكثر الأسلحة شهرة في الترسانة الأمريكية، وهي صواريخ كروز بعيدة المدى صُممت لضرب أهداف أرضية بدقة متناهية من مسافات تفوق 1500 كيلومتر.

تمتاز بقدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي أنظمة الرادار، وبإمكانية تعديل مسارها أثناء الطيران بفضل أنظمة الملاحة الذكية.
الطراز: BGM-109
المدى الفعّال: من 1200 إلى 1600 كم
السرعة: 880 كم/س (تحت سرعة الصوت)
الطول: نحو 6 أمتار
الوزن: أكثر من 1500 كجم
الرأس الحربي: يزن 450 كجم من المتفجرات شديدة التدمير
أنظمة التوجيه: تعتمد على GPS، ونظام الملاحة بالقصور الذاتي، وتحديثات أثناء الطيران عبر الأقمار الصناعية

منصات الإطلاق
تتميز صواريخ توماهوك بمرونة عالية في الإطلاق، إذ يمكن إطلاقها من:
الغواصات النووية الأمريكية (عبر أنابيب الطوربيد).
المدمرات والفرقاطات (من أنظمة الإطلاق العمودية).
السفن الحربية المزودة بأنظمة "إيجيس" الدفاعية.
هذه القدرة المتعددة تجعل من "توماهوك" سلاحًا استراتيجيًا يضرب من البحر إلى البر دون الحاجة لتواجد القوات على الأرض.
تجارب عملية في الحروب
تاريخ "توماهوك" حافل بالاستخدامات العسكرية الأمريكية، أبرزها:
حرب الخليج الأولى (1991): استخدمت واشنطن المئات منها لضرب أهداف استراتيجية في العراق.
حرب كوسوفو (1999): تم إطلاقها ضد مواقع القيادة الصربية.
غزو العراق (2003): مثّلت الضربة الافتتاحية للحرب، حين أُطلقت أكثر من 400 صاروخ في الساعات الأولى.
الضربة الأمريكية على سوريا (2017): وجّهت البحرية الأمريكية 59 صاروخ توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية ردًا على استخدام أسلحة كيميائية.
كل مرة كانت "توماهوك" عنوانًا لـ"الضربة الأمريكية الدقيقة"، ورسالة مفادها أن الرد يمكن أن يأتي من البحر بلا مقدمات.
التكنولوجيا التي تجعل "توماهوك" قاتلة
تُعد منظومة التوجيه في هذا الصاروخ من أبرز أسرار تفوقه؛ فهي تمكنه من:
تحديد الهدف عبر الأقمار الصناعية.
التحليق على ارتفاعات منخفضة جدًا (30 إلى 50 مترًا فقط).
تغيير المسار خلال الطيران إذا استُجدت معطيات على الأرض.
نقل صور للهدف في اللحظة الأخيرة قبل الضرب.
بفضل هذه التقنيات، يمكن لصاروخ واحد إصابة نافذة محددة في مبنى يقع على بعد أكثر من 1000 كيلومتر، ما يجعله "قناصًا صامتًا" في الترسانة الأمريكية.
تكلفة الصاروخ وسر تفضيله
تتراوح تكلفة صاروخ توماهوك الواحد بين 1.5 إلى 2 مليون دولار حسب النسخة، وهو مبلغ ضخم لكنه يبرره الأداء المذهل والدقة العالية التي توفرها هذه المنظومة.
ولذلك، تعتمد عليه واشنطن كخيار أول في الضربات "الجراحية" التي تتطلب تدمير أهداف محددة دون خسائر جانبية كبيرة.
في عالمٍ تتقاطع فيه التكنولوجيا مع السياسة، يظل صاروخ "توماهوك" أحد أكثر رموز القوة الأمريكية حضورًا في الذاكرة العسكرية الحديثة.
تصريحات ترامب لم تكن مجرد نكتة في مكالمة هاتفية، بل تذكير صريح للعالم بأن القوة الصلبة لا تزال ورقة تفاوضية فعالة — وأن "توماهوك"، الصامت القاتل، قد يعود يومًا ليكون رسالة واشنطن الحاسمة في أي صراعٍ مقبل.
0 تعليق