أكد الدكتور عاطف الشيتاني، مقرر المجلس القومي للسكان الأسبق، أن الانخفاض الحالي في معدل المواليد يمثل إنجازًا غير مسبوق في تاريخ مصر، حيث وصل المعدل إلى نحو 18.5 في الألف بعد أن كان يقارب 40 في الألف في فترات سابقة، موضحا أن هذا التراجع المستمر منذ عام 2014 هو نتيجة جهد وطني متكامل استمر قرابة عشر سنوات، بمشاركة مؤسسات الدولة والمجتمع.
وأضاف «الشيتاني»، خلال مداخلة ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن خفض معدل المواليد لا يتحقق بسهولة، بل يتطلب تضافر الجهود بين قطاعات الدولة كافة، مشددًا على أهمية استمرار التوعية المجتمعية وتعزيز دور الإعلام في دعم مفهوم الأسرة الصغيرة، داعيا إلى تكثيف الجهود الإعلامية على مستوى التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي لتصحيح المفاهيم المرتبطة بعدد الأطفال ودور الأسرة في التنمية.
وأوضح أن التعليم، وبالأخص تعليم الفتيات حتى سن 18، يُعدّ أحد أهم الأدوات في خفض معدل المواليد، حيث يمنح الفتاة الوعي الكافي لاتخاذ قرارات مسؤولة بشأن الإنجاب مستقبلًا، مؤكدا ضرورة وضع تشريعات تمنع تسرب الفتيات من التعليم، فالوعي والتعليم هما الأساس في تحقيق التوازن السكاني والتنمية المستدامة.
وبيّن «الشيتاني»، أن محافظات الصعيد مثل قنا وسوهاج وأسيوط والفيوم وبني سويف لا تزال تشهد معدلات إنجاب مرتفعة مقارنة ببقية المحافظات، موضحًا أن الثقافة السائدة في الريف، خاصة في الصعيد، ترتبط بفكرة «العزوة» وكثرة الأبناء، داعيا إلى تبني نهج لامركزي في التعامل مع القضية السكانية، بحيث تُمنح المحافظات والمجتمع المدني دورًا أكبر في التوعية والتنمية المحلية، مؤكدًا أن التنمية هي الحل الحقيقي لتغيير الفكر المجتمعي وليس مجرد الحديث عن تنظيم الأسرة.
0 تعليق