الثلاثاء 14 أكتوبر 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
العالم

بدأ مصدرو المنسوجات والملابس الهندية، في تحويل بوصلتهم إلى الاتحاد الأوروبي؛ بعد ضرر شديد من الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القطاع الذي يقدر حجمه بنحو 38 مليار دولار.
وكشف مديرون تنفيذيون في قطاع المنسوجات والملابس الهندي أن المصدرين الهنود بادروا في الوقت نفسه بتقديم خصومات مغرية للمشترين الأمريكيين لتخفيف حدة الآثار الشديدة التي تعرضوا لها بسبب تعريفات ترامب.
وذكرت وكالة "بلومبيرج" أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضاعفت الرسوم الجمركية على الواردات الهندية في أغسطس، لتقفز الجمارك المفروضة على المنسوجات، والملابس، والمجوهرات، والمأكولات البحرية بأكثر من 50 في المائة. وهي الخطوة التي أضرت بشدة قطاع المنسوجات والملابس الهندية الذي تصل صادراته 38 مليار دولار، ويعتمد بكثافة على الولايات المتحدة باعتبارها أكبر سوق تصديري له.
ونقلت "بلومبيرج" عن أحد مصدري الملابس الهندية في مدينة مومباي، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، قوله إن شركته تدرس خيارات التوسع في الاتحاد الأوروبي لتقليص حجم اعتمادها على السوق الأمريكي مؤكدًا "أن التوصل إلى اتفاق تجاري مبكرًا مع الاتحاد الأوروبي سيساعدنا على استعادة الأرضية المفقودة."
وتدخل الهند والاتحاد الأوروبي في المرحلة الأخيرة من المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، تلك الاتفاقية التي لطالما تعرضت للتأخير. ويستهدف الجانبان التوقيع على الاتفاق بحلول نهاية العام الجاري 2025.
يعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند في مجالات السلع والبضائع، بحجم مبادلات تجارية ثنائية بلغت 137.5 مليار دولار في العام المالي 2024، بزيادة قاربت 90 في المائة خلال العقد الماضي، وفق الأرقام الرسمية.
وبين كبير المستشارين لـ"اتحاد مصنعي الملابس" في الهند، راهول ميهتا، أن المصدرين يُحدِثون مصانعهم كي تتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي الصارمة بشأن معايير الكيمياويات، وعلامات الملابس، وماركاتها، وجوانب التوريد الأخلاقية. وقال إن "المصنعين الهنديين أدركوا أن الامتثال والاستدامة هما الآن مفتاحان رئيسيان للوصول إلى السوق."
وللحفاظ على علاقاتهم واستمراريتهم في السوق الأمريكي، سعى مصدرون عديدون في الهند إلى محاولة امتصاص جزء من تلك التعريفات من خلال تقديم خصومات كبيرة على الأسعار، ما يؤدي إلى تآكل هوامشهم الربحية الضئيلة التي يحصلون عليها من الملابس.
وتقول "بلومبيرج" إن صناعة المنسوجات الهندية، التي تعد ثاني أكبر الصناعات في البلاد التي توظف عمالة بعد القطاع الزراعي، تواجه لحظة حرجة. فالصدمة التي تعرضت لها جراء التعريفات الجمركية الأمريكية سارعت من تحولها صوب أوروبا، بينما اتفاق التجارة الحرة بين الهند والاتحاد الأوروبي يعاني التأجيل منذ فترات طويلة ولايزال أمامه مدة أخرى للتوقيع عليه.
0 تعليق