من كلماتك إلى ملامح وجهك.. الذكاء الاصطناعي صار خبيرًا في شخصيتك

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهد مجال تحليل الشخصية تطورا  كبيرا مع   استخدام  الذكاء الاصطناعي، حي  أصبحت الخوارزميات الحديثة قادرة على التنبؤ بالسمات النفسية للفرد من خلال النصوص والصوت، وحتى من خلال الصور والفيديو، ما يمنحها مكانة متقدمة في مجالات مثل التوظيف والتعليم والصحة النفسية.

السمات الشخصية مفتاح التفاعل البشري والتقني

 تلعب السمات الشخصية  دورا في تفسير سلوك الإنسان، وتفاعله مع الآخرين ومع الأنظمة الذكية. ويؤكد خبراء أن تحليل الشخصية لا يساعد فقط في فهم الذات، بل يسهم أيضا في تحسين جودة العلاقة بين الإنسان والآلة، ما يفتح المجال أمام تطبيقات متنوعة تشمل الإعلان، والتمويل، والتوظيف. وذلك وفق تقرير نشرته “الشرق الأوسط”.

من النصوص إلى الفيديو: رحلة الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الذات

وقال إليوت غاتنينغنو، مدير التعليم في شركة «أثينا» للتدريب، إن أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة أصبحت قادرة على تحليل النصوص المكتوبة، ونبرة الصوت، وتعبيرات الوجه في الفيديوهات، لتكوين صورة دقيقة عن شخصية الفرد. ويشير إلى أن هذه القدرات تتيح تحليل الشخصية دون الحاجة إلى استبيانات تقليدية أو تقارير ذاتية، مما يقلل من التحيز ويزيد من دقة النتائج.

بيئة العمل والمطابقة النفسية

و اضاف غاتنينغنو،  وفقا ةلي موقع «نولدج إنسايد»، أن الذكاء الاصطناعي يتيح إمكانية التنبؤ بالتطابق أو التعارض المحتمل بين زملاء العمل أو بين مقدم الخدمة والعميل، وهو ما يعد عاملًا مهمًا في تعزيز الأداء والتكامل داخل المؤسسات.

كيف تعمل خوارزميات تحليل الشخصية؟

تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات السلوكية واللغوية، مثل تسجيل المقابلات أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي. وتستخدم هذه النماذج تقنيات متقدمة مثل تحليل فئات الكلمات باستخدام قاموس (LIWC)، الذي يربط بين نوعية الكلمات وسمات الشخصية مثل العصابية والانبساط.

يشدد الخبراء على أن فعالية هذه الخوارزميات ترتبط بوفرة البيانات، إذ إن استنتاج السمات الشخصية بدقة يتطلب تحليل كمٍّ كبير من السلوك اللغوي أو البصري. ومع تزايد البيانات المتاحة عن الفرد، ترتفع موثوقية نتائج الذكاء الاصطناعي.

الصور والفيديو.. قراءة جديدة للوجه والمشاعر

لم يعد تحليل النصوص كافيا وحده، إذ تتجه الأنظار أيضًا إلى الفيديوهات والصور لرصد تعبيرات الوجه وسلوكيات الجسد التي تعكس مؤشرات دقيقة على الحالة النفسية وسمات الشخصية. وتعزز الشبكات العصبية وتقنيات التعلم العميق هذا التوجه، في وقت تتوسع فيه مجالات تحليل الشخصية لتجمع بين علم النفس وعلوم الحاسوب.

ظهرت خلال السنوات الأخيرة تطبيقات متخصصة في تحليل الشخصية عبر الذكاء الاصطناعي، منها:

 أداة تعتمد على تحليل النصوص لاستخلاص سمات الشخصية وتقديم توصيات للتطوير الذاتي، بالاعتماد على تقنيات تحليل المشاعر والمحتوى اللغوي. AI: منصة موجهة للشركات، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط السلوك وتعزيز فعالية فرق المبيعات والتوظيف وعمليات الإيرادات.
المستقبل: شخصية رقمية بعيون الذكاء الاصطناعي

مع التطورات المتلاحقة في الذكاء الاصطناعي، يتوقع الخبراء أن يصبح تحليل الشخصية عملية رقمية دقيقة وسريعة، تسهم في دعم قرارات التوظيف، والتوجيه المهني، والتقييم النفسي، بل وحتى العلاقات الاجتماعية، ضمن عصر جديد تُرسم فيه ملامح الإنسان بخوارزميات فائقة الذكاء.

جامعة جورجية نجحت في إنشاء نظام ذكاء اصطناعي، قادر على تحليل أنماط الصوت

نجحت جامعة جورجية مؤخرا في إنشاء نظام ذكاء اصطناعي، قادر على تحليل أنماط الصوت لتحديد السمات النفسية للإنسان، ما يمكن من الكشف عن الأبعاد المعرفية،و العاطفية والسلوكية للأفراد بدقة ملحوظة،  ووفقا الي وكالة رويترز، فإن الابتكار من إنتاج جامعة الأعمال والتكنولوجيا (BTU) في تبليسي بجورجيا، ويقوم بفحص تفاصيل الكلام البشري، بما في ذلك النبرة، والإيقاع، والرنين، والسرعة، والتوقفات، والتقلبات العاطفية، لبناء ملف نفسي مفصل.

هذا الملف يعرف الناتج باسم "الرمز النفسي"، ويعمل كمؤشر يرسم كيف يفكر الشخص ويشعر ويتفاعل، كاشفا عن أبعاد الشخصية التي كانت صعبة القياس سابقا.

يوفر "الرمز النفسي" منظورا جديدا لفهم الوعي البشري، وأصبح هذا الإنجاز ممكنا من خلال دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مع أبحاث التحليل النفسي الصوتي.

يسمح الرمز النفسي للمتخصصين بتفسير السلوك والدوافع وإمكانات النمو، هذا النهج لا يعزز البحث الأكاديمي فحسب، بل يفتح أيضا أبوابا للتطبيقات العملية في الصحة النفسية والتعليم والتنمية الشخصية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق