في قلب القاهرة القديمة.. أسرار البراميل المصرية على لسان آخر صناعها

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قلب القاهرة القديمة تختلط أصوات الباعة مع وقع المطارق على الخشب، حيث تفوح رائحة الأخشاب والزيوت القديمة، ويقف مصطفى الشهير بـ"البراملجي" بين براميله الخشبية التي تحكي قصص ماضٍ طويل المكان أشبه بمتحف حيّ البراميل مصطفّة بجوار بعضها بعضها يتجاوز عمرها مئات السنين، وأخرى جديدة تلمع بخشبها المصقول لكنها جميعًا تحمل روح الصنعة الأصيلة.

 يبدأ مصطفى حديثه لـ"البوابة نيوز" بالتعريف عن نفسه مبتسمًا: أنا مصطفى البراملجي شهرتي (نجار براميل) زي نجار شباك ودي مهنتنا من جيل لجيل، والدي وجدي كانوا فيها، والحمد لله أنا مكمل بعدهم. ويروي مصطفى أن المهنة قديمة ومرّت بتطورات كبيرة: زمان كانت البراميل للمية والفسيخ والطَرش والخمور دلوقتي بقت للعطارة والديكور والعلافة وحتى للزراعة المهنة اتطورت بس لسه محتاجة دماغ ونظر وصبر مشيرًا إلى أن العمل شاق ومرهق لكنه لا يرى نفسه بعيدًا عنها: أنا بعشقها ومقدرش أغيرها شغلتنا أصعب من الحداد، طول النهار واقف بدق على الخشب لكن ما نستغناش عنها. 

وأضاف مصطفي: الموسم الكبير بتاعنا هو رمضان.. الناس بتحتاج براميل للعطارة والعلافة، وكل رمضان الشغل بيرجع له بهجه، والبراميل بتبقى نجمة البيوت والأسوا". وعن جذور الحرفة في عائلته، يفتخر مصطفي بعائلته قائلاً: جدي خد ميدالية برونزية من المعرض الصناعي أيام الملك فؤاد سنة 1930 في صناعة البراميل، وأنا وأخواتي الأربعة مكملين بعده، وأولادنا بيشتغلوا معانا مشددًا على أن الاستمرارية صعبة مع تراجع اهتمام الشباب الجدد عن العمل اليدوي:الشباب مش حابب الشقا لكن أنا وأخواتي وأولادنا لسه متمسكين بيها وإحنا بنحبها وبنعشقها حتى لو صعبة كما يشير إلى أن البراميل المصرية كان لها حضور حتى خارج الحدود: زمان صدرنا للسودان وليبيا والأردن لكن التصدير الكبير صعب بسبب التكلفة العالية للطيران والشحن ومع ذلك لسه شغلنا مطلوب خصوصًا في رمضان وكمان للديكور في السينما والتليفزيون. 

مضيفًا أن البراميل القديمة لها قيمة خاصة: البراميل اللي عندي منها اللي بقاله أكتر من 200 سنة، ومع ذلك واقف زي ما هو، وده سر الحرف ورغم التعب اليومي، يؤكد مصطفى أنه لا يشعر بالملل: والشغل صعب لكن ممتع ومش أي حد يعرف يشتغل فيه ولو سبته يوم أحس إن في حاجة ناقصة في حياتي.

 في نهاية حديثه يوجّه مصطفى رسالة مؤثرة للشباب:أنا نفسي الشباب ما يسيبوش الحرف دي تموت المهنة دي عمرها طويل، وفيها رزق وشرف وتاريخ اللي يشتغل فيها يمكن يتعب لكن هيعلم قيمة الشغل والعرق، والحرفة دي بالذات جزء من تاريخ مصر ويختتم مصطفى حديثة قائلاً: البرميل بالنسبة لنا مش خشب ومسامير ده حكاية عمر وعِشرة من أيام جدي لحد النهاردة .

551163203_1864979447451252_3639626499100418383_n
551163203_1864979447451252_3639626499100418383_n
550770160_1511951343336145_8671261083834935582_n
550770160_1511951343336145_8671261083834935582_n
551785650_793760803428647_7663988225400204203_n
551785650_793760803428647_7663988225400204203_n
550885430_1883702988850248_8763367314945980178_n
550885430_1883702988850248_8763367314945980178_n
550603588_2260471577750201_6142972321085908327_n
550603588_2260471577750201_6142972321085908327_n
550812517_1726669585402001_1504616908546226322_n
550812517_1726669585402001_1504616908546226322_n
551334960_1311389224047511_5495430251982695312_n
551334960_1311389224047511_5495430251982695312_n
551801131_1520383449378145_5999072373309457952_n
551801131_1520383449378145_5999072373309457952_n
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق