القى الدكتور القس سيتري نيومي، الأمين العام للكنائس العالمية المصلحة ، مع اقتراب بدء اجتماعات المجلس العام السابع والعشرين لاتحاد الكنائس العالمية للإصلاح (WCRC) عظة مؤثرة بعنوان “الشهادة من الهامش”، تناول فيها روايات كتابية عن الشفاء من سفر الملوك الثاني ومن إنجيل لوقا، مسلطًا الضوء على عمل الله من خلال أشخاص لا يُذكرون بالاسم ولكنهم يحملون نور الإيمان والشهادة.
الله يختار الشهود من الهامش
قال نيومي إن النصوص الكتابية التي قُرئت خلال العبادة تُظهر “تفضيل الله للناس القابعين على الهامش”.
وتأمل في قصة شفاء نعمان السوري، حيث كانت فتاة صغيرة مستعبدة هي من قادته إلى طريق الشفاء، رغم أن اسمها لم يُذكر في النص. “لقد كان في داخلها نور، ولم ترغب في إخفائه”، قال نيومي.
وأشار إلى أن نعمان توجه أولًا إلى القصر الملكي طلبًا للحل، “لكن الحل لم يكن في ممرات السلطة، بل في طاعة كلمة الله التي نقلها نبيّه أليشع”. وأضاف أن الخدام المجهولين الذين نصحوه بالمحاولة كانوا صوتًا بديلًا يذكّر بأن “الاعتماد على القوة والنفوذ لا يجلب دائمًا الشفاء”.
وتابع قائلاً: “في عالم اليوم، حيث يظن أصحاب النفوذ أنهم قادرون على طمس شعوب بأكملها، أين هم الأنبياء والشهود من الهامش؟ إن الله يختار هؤلاء ليكونوا صوته في العالم، ونحن مدعوون أن نكون شهودًا في أي مكان نجد أنفسنا فيه”.
الإيمان الحقيقي مرتبط بالامتنان لله
انتقل نيومي بعد ذلك إلى رواية شفاء العشرة البرص في إنجيل لوقا، حيث عاد واحد فقط – وكان أجنبيًا – ليشكر يسوع ويمجّد الله. وقال: “هذا الرجل وضع الإيمان والامتنان في المقدمة. فالأمانة لله لا تنفصل أبدًا عن الشكر له”.
وأضاف أن كثيرين اليوم ما زالوا يعيشون على هامش المجتمع، “حتى داخل كنائسنا”، مشيرًا إلى أن رسالة الله التي تؤكد محبته للجميع “لا تحظى دائمًا بالترحيب من أصحاب القرار الذين يرفعون شعارات الإقصاء والتمييز”.
دعوة إلى الشهادة والامتنان
وشدد نيومي على أن المؤمنين مدعوون لأن يكونوا “الصوت البديل” مثل خدام نعمان الذين شجعوه على الإيمان والفعل، قائلاً: “نحن مدعوون أن نكون شهودًا من الهامش، وأن نعبّر عن امتناننا لله على الدعوة التي منحنا إياها، والامتياز العظيم بأن نكون شهودًا له في هذا العالم.”
واختتم كلمته بسؤال مؤثر: “هل نحن مستعدون لذلك؟”
عبادة موحدة بلغات متعددة
شهدت صلاة الأحد، التي سبقت انطلاق اجتماعات المجلس العام، مشاركة واسعة من وفود الكنائس الإصلاحية حول العالم في مركز مؤتمرات باحدي فنادق مدينة شيانغ ماي.
قاد طقوس العبادة كلٌّ من القس تشيلسي لامبن، الراعية المشاركة في خدمة اللغة الإنجليزية الإصلاحية الدولية بمدينة هانوفر بألمانيا، والقس جيسيكا هيثرينغتون من معهد اللاهوت العالمي.
وخلال الصلاة، تعلّم المشاركون النشيد الرسمي للمجلس تحت عنوان “ثابر في شهادتك”، وتُليت نصوص الكتاب المقدس بلغات القرّاء الأصلية، كما أُنشدت التراتيل بلغات متعددة بينها ترنيمة “نسير في نور الله”.
أما أثناء تلاوة الصلاة الربّانية وقانون الإيمان الرسولي، فقد ارتفعت الأصوات بلغات شتى في مشهد جمع بين التنوع والوحدة.
بركة وختام
في نهاية الخدمة، قال القس نيومي في بركته الختامية:“اذهبوا يا أصدقائي بنعمة الله، مثابرين في الإيمان والشهادة، ولتحل بركة الله الخالق والفادي، والروح القدس، عليكم الآن وإلى الأبد.”
ويشارك في المجلس وفد من الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة (PCUSA) برئاسة القس جهيون أوه، سكرتير المجمع العام والمدير التنفيذي .
تستمر اجتماعات المجلس حتى 23 أكتوبر، لمناقشة قضايا الوحدة والشهادة والعدالة في الكنائس الإصلاحية حول العالم.
0 تعليق