اكتشفت بردية وادي الجرف في عام 2013 بميناء وادي الجرف على ساحل البحر الأحمر، وتعود إلى عصر الدولة القديمة في مصر، وتحديدًا الأسرة الرابعة، زمن حكم الملك خوفو.
ويقول عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، إن تلك البردية تعرف باسم "يوميات مرر"، نسبة إلى المشرف الذي كتبها، وتشكل أحد أقدم السجلات المكتوبة في التاريخ المصري القديم.

برديات وادى الجرف النادرة
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، أن البردية تسجل تفاصيل يومية عن نقل كتل الحجر الجيري من محاجر طرة إلى موقع الهرم الأكبر في الجيزة عبر نهر النيل وقنوات مائية، كما توضح تنظيم العمال، عددهم، وأسماء القوارب المستخدمة، وتشير الوثائق أيضًا إلى العام الـ27 من حكم خوفو، مما يدل على مراحل متقدمة في بناء الهرم.
تعتبر بردية وادي الجرف أول دليل مكتوب مباشر يربط بين نشاط العمال وبناء الهرم، فهي تكشف لنا عن البنية الإدارية والتنظيمية المذهلة التي جعلت من هذا المشروع الضخم ممكنًا، من دون أن تكشف عن التفاصيل الهندسية للبناء نفسه.
من خلال هذه البردية، أصبح بالإمكان فهم اللوجستيات المعقدة لنقل الأحجار وكيفية إدارة آلاف العمال، ما يمنحنا رؤية واقعية لحياة المصريين القدماء وجهودهم في صناعة أعظم المعالم التاريخية في العالم.

برديات وادى الجرف
يقع ميناء وادى الجرف على بعد 24 كم جنوب الزعفرانة حالياً، 119 كم من مدينة السويس فى مواجهة ميناء المرخا القديم فى جنوب شبه جزيرة سيناء والذى كان يؤدى لمناجم الفيروز ومنطقة سرابيط الخادم وعلى مقربة من دير الأنبا بولا، من أقدم الأديرة المصرية.
زار سير ولكنسون جاردنر بمصاحبة جيمس بيرتون هذا الموقع عام 1823، وبعدها بقرابة قرن من الزمان تعرف على الموقع "فرانسوا بيساى" و"رينيه شابو-موريسو" مرشدان فرنسيان كانا يعملان فى هيئة قناة السويس وقاما بإجراء حفائر بدائية فيه ومؤخراً نشرت السيدة "چينت لاكاز" ملاحظاتهم حول الموقع، ومنذ عام2011 تقوم بأعمال الحفائر فى الموقع بعثة مصرية فرنسية مشتركة برئاسة بيير تالييه وسيد محفوظ.
وكشفت البعثة عن آثار لميناء يعتبر حتى الآن هو أقدم ميناء ليس فقط فى تاريخ مصر وإنما فى تاريخ الملاحة البحرية العالمية، وهو بالإضافة إلى موقع ميناء مرسى جواسيس جنوب سفاجة وميناء العين السخنة جنوب السويس يمثلون مجموعة الموانى الفرعونية وهى الأقدم فى تاريخ الإنسانية حتى الآن.
وقد تم بناء ميناء وادى الجرف على شاكلة الميناءين الأخريين ولكن على مساحة أكبر، ومن خلال الأختام الطينية والبرديات والنقوش الصخرية التى تم اكتشافها فى هذه المنطقة فمن الممكن تأريخ هذا الموقع بعصر الدولة القديمة.
وقد عثر فى عام 2013 على مجموعة رائعة من البرديات عند مدخل المغارات أرقام 1، 2 وقد كانت هذه البرديات مدفونة بين الكتل الحجرية التى تم استخدامها لإغلاق المغارة بعد الانتهاء من العمل.
يبدو أن هذه المغارات كان يتم استخدامها كورش عمل ومخازن وأماكن سكنية، وتؤكد هذه البرديات أن هذا الموقع كان مستخدما خلال عهد الملك خوفو وأن فريق العمل الذى كان يعمل فى هذا الموقع هو نفسه الذى عمل فى بناء الهرم الأكبر، مما يشير إلى القدرة العالية للجهاز الإدارى فى عهد هذا الملك.


















0 تعليق